"كورونا لازالت مستمرة ويجب الالتزام بتدابير الوقاية"، هي واحدة من الجمل المباشرة والواضحة التي وردت في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 67 لثورة الملك والشعب، الذي رسم الخطوط العريضة لطريقة التعاطي الأمثل مع جائحة كورونا التي شكلت نواة الخطاب، وهي العبارة التي اختارت العديد من الجمعيات حملها كشعار يمهد الطريق لنزول ميداني تساهم من خلاله الجمعيات بإمكانياتها المتواضعة في المعركة ضد فيروس كورونا. بالقرب من مرينا الدارالبيضاء، رأت 8 جمعيات تمثل المجتمع المدني بعمالة أنفا، نفسها معنية بالدعوة التي أطقلها الملك في خطابه، حين قال "أدعو كل القوى الوطنية، للتعبئة واليقظة، والانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية والتحسيس وتأطير المجتمع، للتصدي لهذا الوباء. وهنا، أود التنبيه إلى أنه بدون سلوك وطني مثالي ومسؤول، من طرف الجميع، لا يمكن الخروج من هذا الوضع، ولا رفع تحدي محاربة هذا الوباء" .. وهو ما تم ترجمته في مبادرة يحركها حس المسؤولية أمس السبت 22 غشت، من أجل التحسيس بأهمية الوقاية. وحرصت الجمعيات على توزيع كمامات على المتواجدين بمرينا، مستغلين عطلة نهاية الأسبوع وتجمع الأسر للتوعية بضرورة احترام تداير الوقاية من تباعد اجتماعي، واستعمال معقمات، وغسل الأيدي وغيرها من النصائح التي يتراخى البعض عن تطبيقها رغم معرفته المسبقة بها، بعد أن تكررت على مسامعه طيلة أشهر الجائحة،والتي يطالب المختصون بأن تتحول إلى ممارسة روتينية للحافظ على صحة المعني وأسرته. وحرصت الجمعيات التي عملت في إطار مجموعات على توعية رواد المحلات التجارية، بضرورة الانخراط في محاربة الوباء من خلال المساهمة بوعي في تبني سلوكات صحية داخل الفضاءات العامة، كما تم توزيع الكمامات على رجال الأمن المتواجدين بالمكان، مع فتح نقاشات مع مختلف الفئات العمرية للإيصال فحوى الخطاب الملكي لمختلف الشرائح، كخطوة لكسب رهان هذه المرحلة التي تتطلب الكثير من الوعي والحس العالي بالمسؤولية والوطنية، بعد أن عبر الملك خلال الخطاب عنه تخوفه من استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات والرجوع إلى الحجر الصحي الشامل و ما له من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية.
تجدر الإشارة أن عددا من الجمعيات رأت في الخطاب الملكي الذي دق ناقوس الخطر حول الوضعية الوبائية بعيدا عن لغة العتاب، دعوة صريحة للتحرك الجماعي كل من منصبه ومسؤوليته لنشر الوعي بحساسية الوضع الصحي الذي ينعكس على كامل القطاعات في المغرب كما العالم، وهو ما دفع البعض للنزول إلى الميدان بينما تفكر البقية في أساليب أكثر نجاعة وتأثير، لتقديم مبادرات قد تعكس ما ختم به الملك خطابه حين قال أنه "واثق بأن المغاربة، يستطيعون رفع هذا التحدي، والسير على نهج أجدادهم، في الالتزام بروح الوطنية الحقة، وبواجبات المواطنة الإيجابية، لما فيه خير شعبنا وبلادنا" ..