شكلت ثورة الملك و الشعب من كل سنة مناسبة وطنية ،و تخليدا لملحة الملك و الشعب و استحضار لقيم النضال و ثورة الأجداد ضد الاستبداد ،لكن خطاب الملك هذه السنة في ذكراها 67 شكل استثناء بجميع الدلالات ، حيث حضي وباء كورنا بأهمية في خطاب جلالته ودق ناقوس الخطر معبرا مباشرة عن تخوفه ،"…فتدهور الوضع الصحي الذي وصلنا إليه اليوم مؤسف ولا يبعث على التفاؤل ومن يقول… غير هذه الحقيقة فهو كاذب …" وهذا نتاج عن حالة التراخي و التهاون و الاستهتار للمواطن و عدم الالتزام بالتدابير الاحترازية و الوقائية التي تضمن حفظ صحته و سلامته ، واعتبر جلالته أن هذه السلوكات غير الوطنية و اللاتضامنية تسير ضد جهود الدولة التي تمكنت من دعم الأسر المعوزة التي فقدت مصدر رزقها ،ودعم ثمن الكمامات و شجعت تصنيعها و توفير مواد التعقيم …، و أن "… استمرار ارتفاع عدد الإصابات و الوفيات ،لا قدر الله .."وعدم الالتزام بعدم نشر العدوى بين الناس سيؤدي إلى الرجوع للحجر الصحي الشامل ،وسيخلف آثاره النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية على الجميع ،وحتى لا تكون هناك ضرورة لاتخاذ هذه الإجراءات القاسية على حياة المواطن،و على الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد نبه جلالته إلى ضرورة التحلي بسلوك وطني مثالي و مسؤول من طرف الجميع حتى يمكن الخروج من هذا الوضع الوبائي . ولرفع التحدي في محاربة هذا الوباء استحضر جلالته قيم ثورة الملك و الشعب القائمة على التضحية و التضامن و الوفاء لتجاوز هذا الظرف الصعب ( وباء كورنا)،مع الالتزام الصارم و المسؤول بالتدبير الصحية بوضع الكمامات و التباعد الاجتماعي و استعمال مواد التعقيم التي عملت السلطات الحكومية على توفيرا بالأسواق وفي متناول المواطن . إن خطاب ثورة الملك و الشعب 20 غشت2020 حاول جعل المسؤولية مشتركة بين الدولة و المجتمع في مواجهة هذا الوباء ،مع دعوة القوى الوطنية للتعبئة و اليقظة و الانخراط في المجهود الوطني الذي تتخذه السلطات العمومية مع ضرورة تأطير المجتمع والقيام بالتوعية و التحسيس للتصدي لهذا الوباء ،بروح التحدي الذي طبع الشعب المغربي سيرا على نهج الأجداد "…في الالتزام بروح الوطنية الحقة،وبواجبات المواطنة الايجابية لكسب المعركة ضد هذا الوباء لما فيه سلامة و صحة الشعب و البلاد . إن خطاب ثورة الملك و الشعب خلال هذه السنة هو ثورة ضد وباء كورنا يقتضي تجند الجميع دولة و مجتمع بكل قواه الوطنية في تحد للتغلب على مخاطر كوفيد 19، هي ثقافة مواطنة و الالتزام جماعي يجب أن يكتسبه كل المغاربة قاطبة وكثقافة صحية جديدة في عادات وسلوكات المواطن المغربي لحفظ البلاد و العباد ، يضاعف المسؤولية على السلطات العمومية و السلطات المنتخب و الأحزاب و المجتمع المدني بالاضطلاع بواجبها في تأطير المجتمع و المواطن إن الملك كأعلى سلطة بالبلاد دقة ناقوس الخطر ونبه للقادم في مواجهة كرونا قد يكون أكثر قساوة وتحد ،نسأل الله السلامة و العافية و أن يرفع عنا هذا الوباء ،هي بحق ثورة جديدة ضد وباء كوفيد 19 إذا ما توحدت الجهود دولة ومجتمع .