عاش الجزائريون خلال فترة العيد، العديد من الانتكاسات التي توزعت بين انقطاع الكهرباء وغياب الماء، وانعدام السيولة في الأبناك. وفرضت هذه الوقائع على الجزائريين أن يعيشوا واحد من أسوأ الأعياد، حيث انضافت لتبعات الكورونا. الغضب الذي أشعلته هذه الحوادث، دفع برئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، لأن يأمر أمس الأحد، الوزير الأول "بفتح تحقيق فورا في أسباب مختلف الحوادث وملفات الساعة التي سجلت مؤخرا وكان لها الأثر السلبي على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني"، حسب بيان لرئاسة الجمهورية. ويشمل هذا التحقيق الفوري، الكشف عن أسباب الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات ونقص السيولة في بعض البنوك والمراكز البريدية وتوقف محطة فوكا لتحلية مياه البحر وانقطاع الماء والكهرباء عن أحياء في العاصمة ومدن كبرى أخرى يومي عيد الأضحى المبارك دون إشعار مسبق . وقالت وسائل إعلام جزائرية، أن هناك إجماع لدى الجزائريين على تأزُّم حالتهم النفسية والمادية وشعورهم بالإحباط بسبب الأوضاع السائدة في البلاد. وأوضحت المصادر الإعلامية أنه على الرغم من عيد الأضحى، تسود أجواء تميل إلى الحزن لدى كثيرين يعجزون على التفاعل مع فرحة العيد والاستمتاع بهذه الفترة التي ينتظرها الكل. وتأتي هذه التداعيات لتأكد ماسبق أنه خلصت له مؤسسات دولية مختصة في دراسة الأزمات (كريزيس قروب) crisis group- ووكالة بلمبيرغ، والتي عادت للاهتمام بالوضع في الجزائر من جوانبه السياسية، وليست الاقتصادية والمالية، كما تعودت تقليديا على ذلك . وربطت الموسسات المذكورة بين تداعيات أزمة انتشار وباء كورونا والتقلص الكبير في مداخيل البلد المالية، نتيجة تدهور أسعار النفط، وما يمكن أن ينتح عنها من آثار سياسية واجتماعية، تمس استقرار البلد، في وقت مازال لم يتعاف فيه من أزمته السياسية العميقة، التي طالب الحراك الشعبي بالتصدي لها بسلمية.