ليريدا (إسبانيا), 4-7-2020 (أ ف ب) - أعادت إسبانيا فرض العزل على أكثر من مئتي الف من سكانها في إقليم كاتالونيا مع مراقبة عشرات من بؤر فيروس كورونا المستجد في مناطق أخرى، في موازاة فتح أكبر لحدودها أمام الزوار الأجانب. ومع لا يقل عن 28 ألفا و385 وفاة، فإن إسبانيا هي إحدى الدول الأكثر تضررا بوباء كوفيد-19، لكن السلطات ترى أنها نجحت في السيطرة على تفشيه بعد إغلاق شديد استمر أكثر من ثلاثة أشهر وشمل جميع السكان قبل رفعه في 21 حزيران/يونيو. لكن البلاد سجلت الجمعة 17 وفاة بفيروس كورونا في يوم واحد، وفق وزارة الصحة، ما يشكل أكبر عدد يومي من الوفيات منذ 19 حزيران/يونيو. وما زاد قلق السلطات ظهور نحو خمسين بؤرة في غالبية المناطق. وأعلن رئيس كاتالونيا (شمال شرق) كيم تورا السبت أنه تم اعتبارا من الظهر عزل منطقة برمتها حول مدينة ليريدا على بعد 150 كلم غرب برشلونة. وقال الرئيس الاستقلالي امام الصحافيين "قررنا عزل منطقة ديل سيغريا (في محيط مدينة ليريدا)، استنادا إلى قاعدة بيانات تؤكد ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بكوفيد-19"، متحدثا عن "قرار صعب". وأوضحت وزارة الداخلية الاقليمية أنه "يحظر دخول هذه المنطقة والخروج منها". لكن الاجراء لا يشمل عمال القطاع الزراعي الأجانب الموجودين في المنطقة لموسم القطاف. وأضافت الداخلية أن التنقل ليس محظورا داخل المنطقة نفسها، ولكن يفضل "الاقلال من التنقلات" و"استخدام الكمامة في الشارع". وقال المتقاعد جوزيب رالوي (63 عاما) الذي اضطر إلى ملازمة منزله "كان الأمر مفاجأة. إنها خطوة اضافية إلى الخلف، هذا ليس جيدا". وقالت وزيرة الصحة في منطقة كاتالونيا ألبا فيرجيس إنه سيتم حظر التجمعات لأكثر من عشرة أشخاص، مع تعليق زيارة دور المسنين. وأعلنت المنطقة الجمعة تسجيل أربعة آلاف و30 إصابة بفيروس كورونا في منطقة ليريدا، ما يتجاوز حصيلة الخميس بستين إصابة. وأقيمت خيمة كبيرة عند مدخل مستشفى ليريدا لاستقبال كل من تظهر لديه أعراض. من جهتها، أشارت منطقة مدريد التي كانت بؤرة الوباء، الجمعة إلى رصد خمس إصابات في العاصمة الإسبانية في مكان العمل نفسه، وطلب من المصابين حجر أنفسهم في المنازل. وخلال زيارة لغاليسا (شمال غرب) قبل انتخابات اقليمية، وجه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز رسالة مزدوجة قائلا "علينا أن نبقى حذرين ولكن من دون أن يتغلب الخوف علينا". وأضاف المسؤول الاشتراكي "ينبغي الخروج إلى الشارع، الافادة من التطبيع الجديد، إحياء الاقتصاد (...) مع الادراك أن الدولة مستعدة في شكل أفضل للتصدي" لعودة الوباء. وبعد أسبوعين فقط من رفع الإغلاق الشامل الذي منع بموجبه الإسبان من مغادرة مناطقهم، يتزامن فرض العزل مجددا على مئتي ألف من سكان كاتالونيا مع إعادة فتح الحدود امام مواطني اثني عشر بلدا إضافيا. وكانت إسبانيا فتحت حدودها في 21 حزيران/يونيو أمام مواطني الاتحاد الاوروبي ومنطقة شنغن إضافة إلى البريطانيين. ونشرت تعزيزات إضافية في مطارات البلاد لمراقبة وصول المسافرين. وتتولى طواقم صحية فحص حرارة هؤلاء وجمع معلومات شخصية عنهم. وبلغ عدد الإصابات المؤكدة في إسبانيا 250 ألفا و545 من أصل 47 مليون نسمة، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة الجمعة. وفي البرتغال المجاورة، فرضت قيود جديدة على عدد من البؤر في منطقة لشبونة. وتم الأربعاء حجر 700 ألف شخص في منازلهم في تسعة عشر حيا شعبيا في ضاحية العاصمة البرتغالية لأسبوعين بهدف احتواء الإصابات التي عاودت الارتفاع.