سجلت إيطاليا خطوة حاسمة في عودتها إلى الحياة الطبيعية يوم الأربعاء، بعد تضررها من فيروس كورونا المستجد، مع إعادة فتح الحدود أمام السياح والسماح للإيطاليين بالتنقل من منطقة إلى أخرى. ولكن فيما تستمر العودة إلى الحياة الطبيعية في أوروبا، بفضل الانخفاض المنتظم لأعداد الإصابات والوفيات، يواصل الفيروس الذي ظهر في كانون الأول/ديسمبر في الصين انتشاره في دول أميركا اللاتينية التي لم تكن مستعدة للحد من تقدمه السريع. في الأثناء، أعلن القيمون على مطار لندن-سيتي الدولي في بريطانيا استئناف الرحلات التجارية نهاية حزيران/يونيو بعدما تم إغلاقه في نهاية آذار/مارس. وأوضح البيان أن ه سيتم استئناف الرحلات المحلية بداية على أن تليها الرحلات الدولية في بداية تموز/يوليو وفق ما هو مقرر. وتعيد إيطاليا، حيث كانت منطقة لومبارديا الشمالية تعد بؤرة الوباء في أوروبا، فتح حدودها أمام السياح الأوروبيين الأربعاء دون قيود، أملا بإنقاذ القطاع السياحي الهام لرفد اقتصادها، الذي قوضته الأزمة الصحية. وأصبح بإمكان الإيطاليين التنقل بحرية بين المناطق، لكن حظر التجمعات الكبيرة وفرض وضع الكمامات الواقية في الأماكن المغلقة وفي وسائل النقل العام ما زالا مطبقين. ومن المتوقع استئناف الرحلات الدولية يوم الأربعاء في ثلاث مدن رئيسية فقط هي ميلانووروما ونابولي. لكن سويسرا حذرت من إخضاع مواطنيها الذين يذهبون إلى إيطاليا « لإجراءات صحية » عند عودتهم. وذكرت اليساندرا كونتي وهي موظفة الاستقبال في فندق يقع بالقرب من مبنى البانتيون في روما الأربعاء « لا نزال نتلقى عددا لا بأس به من طلبات لإلغاء الحجوزات لهذا الصيف ». وأضافت « نأمل أن تتغير الأمور قليلا اليوم، ولكن ليس لدينا حجوزات لسياح أجانب لهذا الأسبوع أو للأسبوع المقبل » مشيرة إلى « عدد قليل من الحجوزات اعتبارا من منتصف حزيران/يونيو، جميعهم أوروبيون ». وقال رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا محذرا إن الأزمة الوبائية « لم تنته » مثنيا على « وحدة » بلاده لمواجهة « العدو غير المرئي ». وتسجل إيطاليا حيث توفي نحو 33 ألف شخص بكوفيد-19، ثاني أعلى عدد وفيات في أوروبا، بعد بريطانيا. ويعلن القرار الإيطالي، الذي ستعقبه قرارات أخرى في 15 حزيران/يونيو، بعدما تمكن الفرنسيون من تناول القهوة على أرصفة المقاهي الثلاثاء، وتتواصل العودة إلى الحياة الطبيعية في أوروبا. لكن هذا الإحتمال لا يزال بعيدا في أميركا الجنوبية، حيث يستمر الفيروس في الانتشار. وسجلت البرازيل الدولة العملاقة في أميركا اللاتينية التي تضم 212 مليون نسمة، الثلاثاء رقما قياسيا جديدا في العدد اليومي للوفيات مع ارتفاع الحصيلة الإجمالية إلى 31 ألفا و199 من أصل عدد الإصابات البالغ 555 ألفا و383، حسب وزارة الصحة. وبهذه الأرقام التي يرى العلماء أنها أقل بكثير من العدد الفعلي، باتت البرازيل تسجل رابع أعلى حصيلة للوفيات في العالم بعد الولاياتالمتحدة، البلد الأكثر تضررا مع ارتفاع حصيلتها إلى 106,180 وفاة، وبريطانيا (39369 وفاة) وإيطاليا (33530 وفاة). في المجموع أدى كوفيد-19 إلى وفاة 379,585 ألف شخص في العالم، حسب تعداد وضعته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية. وأكبر بؤرتين للوباء في البرازيل هما ولاية ساو باولو القاطرة الاقتصادية والثقافية للبلاد، وريو دي جانيرو المركز السياحي الكبير. وبدأت الاثنتان تخفيف تدابير العزل في خطوة تثير قلق بعض العلماء. وحذر رافايل غالييز عالم الأوبئة في جامعة ريو الفدرالية من أنه « في الأوضاع الحالية، أي تساهل في إجراءات العزل يعني سكب الزيت على النار ». وتسجل البرازيل التي يدعو رئيسها جاير بولسونارو باستمرار إلى رفع القيود لحماية الاقتصاد والوظائف، أكثر من نصف عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد في أميركا اللاتينية. وهناك، يواصل الفيروس انتشاره بسرعة كبيرة. ففي كولومبيا المجاورة للبرازيل تجاوز عدد الوفيات الألف بعد أقل من ثلاثة أشهر من رصد أول إصابة. وفي المكسيك التي بدأت إطلاق عجلة الاقتصاد مجددا بلغ العدد عشرة آلاف، وفي البيرو تجاوز 4600. في بوليفيا سجل أكثر من 10500 إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 300 وفاة، وهي أرقام تشير إلى ارتفاع واضح. وفي هذا البلد، ستقوم سلطات مدينتي لاباز وإل آلتو بوضع لوحات على منازل المرضى الذين يرفضون عزل أنفسهم، في مواجهة الانتهاكات العديدة للإجراءات الصحية من قبل أشخاص مصابين. في فنزويلا، أدى كوفيد-19 إلى تقارب لم يكن متوقعا بين عدوين لدودين هما الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو والمعارض خوان غوايدو اللذين ابرما اتفاقا للبحث معا عن أموال لمكافحة المرض. وفي آسيا، عاد التلامذة في كوريا الشمالية إلى المدارس الأربعاء وسط ارتداء الكمامات، وذلك بعد شهرين من الإغلاق الذي فرضته إجراءات مكافحة تفشي كوفيد-19.