تسبب الحريق الذي شب يوم أمس الخميس بواحة ايسي – أفلا اغير وبالضبط دوار كدورث دائرة تافراوت اقليمتيزنيت في خسائر فادحة، وأتت على المئات من أشجار النخيل على مسافة تفوق الكيلومتر الى جانب أعداد من الأشجار المثمرة والاغراس والمزروعات والمحاصيل. كل ذلك حول الواحة الجميلة وذات المناظر الطبيعية الخلابة الى رماد وتسبب في كارثة بيئية حقيقية. ألسنة النيران انتشرت بسرعة قياسية في الواحة بفعل سرعة الرياح رغم الحرارة المفرطة التي شهدتها المنطقة طيلة الأيام الأخيرة, وهو ما عقد امكانية اطفائها. وسارعت الساكنة خاصة من الشباب الى استعمال الوسائل التقليدية لكن دون جدوى, وهو ما فرض ضرورة الاستنجاد برجال الوقاية المدنية والتي انتقلت الى عين المكان. وبعدها تمت الاستعانة بطائرة مروحية. وبتظافر جهود الساكنة والمصالح المختصة، التي استنفرت كل امكانياتها، تمت السيطرة على الحريق بعد ساعات من نشوبه. ورغم التحكم في الحريق وايقاف اتساع رقعته, تعرضت الواحة لخسائر فادحة. وفي الوقت الذي تم فتح تحقيق لمعرفة أسبابه, لا تزال الساكنة تحصي خسائرها المادية, خاصة أن واحة ايت منصور و أفلا اغير , وقرى كدورث واكْرْض إملالن عاشت أسوأ أيامها.. وتسببت الحريق في دعر وخوف كبير للساكنة، خاصة أن المنطقة لم تعرف حريقا مماثلا . وبينما تحصي المنطقة خسائرها, طالبت الساكنة المحلية ب"الإسراع بإنشاء وحدة لرجال المطافئ والتدخل السريع بالمنطقة ولو بشكل مؤقت خاصة في فصل الصيف .. لأن الأمر اصبح حتميا ولا مفر منه" حسب أحد الساكنة، و " إلا ستعيش الساكنة المحلية تحت وطأة الخوف من الحرائق بشكل متكرر "، يضيف المتحدث ذاته في تدوينة له على الفايسبوك. ويأتي الحريق بالجديد عد موجه الحرارة المفرطة التي تعرفها بلادنا، مما يتطلب اتخاد إجراءات احترازية لتفادي وقوع حرائق بالواحات، خاصة أن الآلاف من أشجار النخيل التهمتها النيران بسبب الحرائق المتواصلة سواء بإقليم طاطا أو الرشيدية وغيرها. فقد التهمت النيران واحة النخيل المتواجدة، بايت بوعشرة بجماعة تغجبجت اقليمكلميم ، مساء يوم الأحد (10نونبر ). كما التهمت يوم السبت 26 أكتوبر 2019 المئات من أشجار النخيل بواحة ايشت (ايمي ؤوكادير )إقليم طاطا. قرية ايشت سبق أن شهدت في السنوات الأخيرة حرائق مماثلة، منها حريق أتى شهر يوليوز سنة 2015 عن ما يفوق 8000 نخلة. وكانت أكبر كارثة بيئية تشهدها المنطقة. كما التهمت المحاصيل الزراعية من خضروات وزراعات علفية دون أن تتدخل وزارة الفلاحة ومعها الحكومة لتخفيف المعاناة عنهم بتقديم الدعم الضروري للفلاحين، خاصة أن الواحة تعد مصدر العيش الوحيد لهم. ومع تكرار الحرائق تتعالى أصوات من المنطقة، تطالب بإحداث مركز للوقاية المدنية بالمنطقة وتعويض الفلاحين المتضررين، لغرس أشجار نخيل جديدة ومدهم بالأسمدة ومواكبتهم من بداية الغرس إلى جني الثمار، مع استفادة المنطقة من برنامج المغرب الأخضر وتنمية الواحات.