عادت الحركة لتدب في أوصال الطريق المنطلقة من مركز مدينة البئر الجديد، الخاضعة لنفوذ عمالة إقليمالجديدة، لتتجه صوب الطريق السيار باتجاه الجماعة القروية لغديرة وكذا مدينة حد أولاد فرج. ففي أول يوم من التخفيف التدريجي للحجر الصحي الذي ألحق أغلب أقاليم وعمالات المملكة بالمنطقة المصنفة (رقم1)، عرف السوق الأسبوعي لمدينة البئر الجديد حركة كثيفة، اختارت خلالها السلطة المحلية منذ الساعات الأولى لصباح الخميس، ممثلة في باشا المدينة وأعوانه من الموظفين، وكذا القائد وأعوان السلطة والقوات المساعدة وعناصر الأمن التابعين لمفوضية المدينة، أن تشرف عن كثب على الالتزام بالاحتياطات والشروط المطلوبة منعا للاكتظاظ. فعبر مكبر للصوت كان أحد الشباب يحث المتسوقين من زوار سوق الخميس الأسبوعي، على ارتداء القناع الواقي أو الكمامة، خاصة بعد أن بدأ هذا الموعد التجاري الأسبوعي يستعيد عافيته، حيث صادف انعقاده أول يوم من بداية رفع الحجر التدريجي، والسماح للمنتمين للمنطقة المصنفة رقم (1)، بالتنقل بين المدن والأقاليم بدون الحاجة إلى الرخصة الاستثنائية. سوق الدواجن.. ارتفاع الإقبال كانت رحبة الدجاج إحدى الوجهات المفضلة للمتسوقين بسوق الخميس، فعلى امتداد المئات من الأمتار المربعة، انتصبت خيام باعة الدجاج الرومي. ولأن ثمن الكيلوغرام الواحد منه لا يتجاوز 10 أو 11 درهما، كان المتسوقون من فئات عديدة يقتنون أكثر من طائر، بعد أن عرفت أثمنته انخفاضا جعله في متناول الفئات ذات الدخل المحدود. تقول إحدى المتسوقات، التي حاولت الربط بين انتشار الوباء وانخفاض أثمنة الدجاج إنه منذ أسابيع، و"قبل من شهر رمضان، الثمن مزيان، حيت كورونا خلات الخير موجود"... على حد تعبيرها، مؤكدة أن "قلة الرواج ساهمت في تدني الأسعار"، التي لم تتجاوز في غالب الأحيان مبلغ عشرة أو أحد عشر درهما. ولعل استمرار انخفاض الأثمان، رغم أن الزمن صيف، وفيه كما جرت العادة ترتفع الأسعار بعد أن يزداد الإقبال على استهلاك الدجاج الرومي، بفعل المناسبات من أعراس وحفلات وارتباطا بموسم الحج. إلا أنه يظهر مع استمرار العمل خلال الأشهر الماضية بفرض الحجر الصحي لمنع انتشار وباء كورونا، وفقا لما استدعته حالة الطوارئ الصحية التي منعت التجمعات، ومنها الأعراض والحفلات بإقفال المطاعم والفنادق أبوابها، كل ذلك جعل اللحوم البيضاء في متناول من يصنفون في خانة "البسطاء"، التي وجدت في سوق مدينة البئر الجديد ضالتها. أسعار الخضر.. "الرخا وجيبة" "الرخا وجيبة"، هكذا كان لسان أحد باعة الخضر يصيح، بدون كلل ولا ملل، معلنا عن انخفاض أسعار أغلب الخضر، التي وَحدَ جميع ما توافر لديه من أنواعها في درهمين للكيلوغرام الواحد... أو كما كان يردد بعبارته الخاصة، " الخضرة بربعين ولا غلا على مسكين".. ففي ثمن الدرهمين توحدت أسعار البطاطس والطماطم والجزر، واللفت وحتى البصل، التي لم يتجاوز ثمنها لدى بعض التجار من أصحاب سيارات نقل البضائع درهما و25 سنتيما... ووحدها اللوبيا والجلبانة التي بلغ ثمنها عنان الخمسة دراهم أو فاقه لدى آخرين ، بعد أن فسر تاجر الخضر المتغني بانخفاض أسعار بضاعته، هذا الارتفاع بقلة إنتاجهما في هذه الفترة من السنة.. وقد ظهر جليا مع أول أيام الرفع التدريجي لحالة الحجر الصحي بسوق خميس البئر الجديد الإقبال الكبير للمتبضعين، الذين قصدوا السوق من الأحياء القريبة والبعيدة بالمدينة، كما قصده سكان من الضواحي انطلاقا من حد السوالم، مرورا بجماعة المهارزة الساحل، وصولا إلى جماعة لغديرة ودواويرها العديدة... بل إن بعض سكان مدينة الدارالبيضاء يقصدون هذا السوق الذي لا يبعد عنهم إلا بحوالي 50 أو 60 كلمترا، فيكون سبيلهم لاقتناء الجديد من البضائع، خاصة الخضر، ذات الأسعار المنخفضة.. رحبة الغنم.. توجس وضعف رواج رغم أن رحبة الغنم بالسوق الأسبوعي خميس البئر الجديد، لا تشكل معيارا يقاس عليه لمعرفة حجم الرواج في قطاع الماشية، لتزامن هذا السوق مع أسواق كبرى تجري في نفس يوم انعقاده، من قبيل سوق خميس الزمامرة بمنطقة دكالة، إلا أن الجو الذي ساد بسوق الغنم، كان يوحي بتردد واضح لدى مقتني الأكباش. وحسب ما صرح به أحد تجار الماشية، الذي اختار عبارة "الوقت راكدة" ليعبر عن ضعف الإقبال، فإنه "نظرا لتوجس الكثيرين، وخوفهم من إلغاء شعيرة الأضحية، تبقى سوق الماشية متذبذبة رغم أن موعد عيد الأضحى اقترب، ولم تعد تفصل حلوله غير أسابيع معدودة". إلا أن تاجرا آخر برر ضعف الإقبال بحالة الحجر الصحي التي عاشتها بلادنا خلال الأشهر الماضية، مؤكدا أن "الرفع التدريجي للحجر الصحي الذي انطلق اليوم الخميس 25 يونيو، سيكون له بالغ الأثر في إعادة الرواج، والرفع من الإقبال على اقتناء المواشي". ورغم ضعف الإقبال في رحبة سوق خميس البئر الجديد، إلا أن عودة الحياة إلى فضاءات هذا الموعد الأسبوعي للتجارة، جعل قاصدي السوق متفائلين، متمنين من الله أن يرفع وباء كورونا عن الجميع لتعود الحياة إلى سابق عهدها.