خازن جمعية مستغلي القاعات السينمائية بالمغارب يؤكد في هذا الحوار أن دعم القطاع أولوية ثقافية وطنية للحفاظ على التراث السينمائي الوطني معددا أسباب الأزمة التي تمر منها قاعات العرض السينمائي بالمغرب وسط انتظارية تطول في غياب رؤية واضحة للإقلاع بعد رفع الحجر الصحي وحالة الطوارئ. أحداث.أنفو : كيف تعيش القاعات السينمائية تداعيات الحجر الصحي اقتصاديا واجتماعيا ؟ حسن البلغيثي : يجب أن نقر بأن صالات السينما كانت في الأصل قليلة قبل الجائحة وأن القطاع عموما كان يعاني من الهشاشة بفعل تدني الإقبال على الحضور سنويا.. وانتشار وباء كوفيد 19 يمكن أن يكون القشة التي ستقسم ظهر القطاع نهائيا، وإعلان السكتة القلبية لصالات السينما بالمرة في المغرب. اقتصاديا الوضع كارثي وإنقاذه صار شبه مستحيل، فالمتدخلون في القطاع مازالوا يرزحون تحت عبء التكلفة الباهظة التي تضم سعر الكراء والإضاءة وصيانة القاعات وأجور المستخدمين وغيرها في الوقت الذي لم نحقق أية مداخيل مالية لما يفوق الثلاثة أشهر. الأدهى في هذا الوضع هو أننا لا نتوفر على أية رؤية للخروج من هذا الوضع في الأفق المنظور، ولسنا متأكدين للأسف سوى من كون قطاع صالات السينما سينضم لآخر القطاعات التي يمكنها العودة للحياة بعد إنهاء حالة الطوارئ الصحية. غياب الرؤية لا يسمح لنا بتحديد تاريخ لإعادة فتح القاعات السينمائية، وبالتالي لن يكون بالإمكان وضع أي مخطط للبرمجة الفيلمية فيما بعد.. نحن الآن في حالة غموض شاملة.
اأحداث.أنفو : دق مستغلو قاعات السينما ناقوس الخطر حول الوضع الكارثي للقطاع حتى قبل كوفيد 19. ماهي الإجراءات التي تعتزمون اقتراحها للخروج من هذا الوضع بعد رفع حالة الطوارئ الصحية ؟ حسن البلغيثي : صحيح فتدني حصيلة المداخيل خلال السنوات الأخيرة وحتى قبل جائحة الكوفيد 19 كانت مثيرة للقلق. لقد نبهنا لهذا الوضع الكارثي في أكثر من مرة، الجهات الوصية كالمركز السينمائي المغربي ووزارة الثقافة. ليس من المعقول أن نصل لهذا الوضع وبينما كان من المفروض أن نتقدم، نحن نتأخر سنة بعد أخرى. قبل سنوات كان المغرب يحصي ما لا يقل عن 300 قاعة سينما نشيطة في مجموع التراب الوطني.. تقلص العدد اليوم إلى 30 قاعة فقط. في اعتقادي لا بد من وضع استراتيجية كاملة للتحسيس بهذا الوضع في مختلف ربوع البلاد من أجل إعادة العائلات للسينما. كما يجب، في هذا الوضع الاستثنائي، تطمين الحضور والجمهور إلى أن القاعات ستعمل كل ما في وسعها لتمتثل لقرارات السلطات الصحية والأمنية، في تطبيق جميع تدابير حالة الطوارئ الصحية واحترام مقتضيات التباعد الاجتماعي. بدورها قاعات السينما يجب أن تطور مضمون برمجة أشرطتها السينمائية، لاستقطاب فئات موسعة من المغاربة، كالشباب، مع اقتراح خدمات تشجيعية كبطاقات الوفاء وغيرها.. لا تنقص الأفكار، فقط يتوجب على المهنيين التكتل ووضع اليد في اليد لإعادة القطاع إلى سكته في الدوران كما كان سابقا. أحداث.أنفو : يلوح مشكل برمجة الأفلام في فترة ما بعد كوفيد 19 كعائق أمام عودة مكثفة للجمهور للقاعات خصوصا مع تأكيد كبار الموزعين العالميين عن تأجيل برمجة الكثير من الأفلام ذات الاستقطاب الجماهيري الواسع. كيف تعتزمون معالجة هذا المستجد ؟ حسن البلغيثي : لا توجد خيارات كثيرة للبرمجة في المغرب، وكبار الموزعين (سوني – يونيفرسال – باراماونت..) تفرض برمجتها تماما كما تجري في الولاياتالمتحدةالأمريكية. المشكل الحقيقي لا يكمن في البرمجة فقط، لكن في انعدام الرؤية الواضحة لفترة ما بعد كورونا، وإعادة افتتاح القاعات مجددا، مع بروز أسئلة تحتاج فإجابة كشروط ومعايير الافتتاح واستقبال الحضور والنسبة المئوية للملأ وغيرها.. أحداث.أنفو : هل سيكون من الضروري طلب دعم خاص للقطاع لتفادي الانهيار المالي الذي يرزح تحته اليوم ؟ حسن البلغيثي : في هذا الوضع الاستثنائي والصعب،، وعلى غرار باقي القطاعات المتضررة من جائحة كورونا، حيث توجد القاعات السينمائية في قلب قطاع يعاني أكثر من الهشاشة، لا بد من دعم خاص يتم ضخه لإعادة تنشيط دورة الاستغلال والتوزيع السينمائي، فقط للاستمرار في الحياة في ظل جائحة كوفيد 19. إنه الحل الوحيد الذي يمكنه إنقاذ القطاع في الوقت الراهن، وهو دعم من المفروض أن يكتسي صيغة أولوية ثقافية وطنية، للحفاظ على ما تبقى من التراب الوطني السينمائي.