قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، خلال اجتماع للجنة الخارجية والدفاع والشؤون الإسلامية بمجلس النواب، أن فيروس كورونا كان سببا في عودة عدد من الناس إلى الله، معتبرا أن الوباء يدخل في باب الابتلاء التي يتعامل معه المسلم بمنظور خاص، حين يعتبره حكمة ربانية تجعل من بعض محظات الشر فرصة للوقوف على ما هو خير. التوفيق الذي بسط كرونولوجيا جهود وزارته صباح اليوم الخميس 28 ماي، في دعم وتقوية التأطير الديني للمواطنين في ظل جائحة كورونا، قلل من حجم بعض الخروقات التي عبر عن انزعاجه من تضخيمها إعلاميا، حين أشار أنها لم تتجاوز 8 حالات وصفها ب"الخرقاء"، لأشخاص حاولوا دخول المساجد في مناطق مختلفة من انحاء المملكة، بعد قرار تعليق الصلاة في المساجد، الذي وصفه بأنه كان قاسيا على الجميع. وقال التوفيق أن وزارة الأوقاف واكبت الجائحة منذ البداية بعد انخراطها في لجان التتبع على صعيد الدولة، كما أحدثت بتاريخ 10 مارس لجنة يقظة مركزية لتتبع وجمع المعلومات حول الوباء لتحديد الاجراءات اللازمة للتعاطي مع الجائحة وفق ما المعطيات المستجدة، وهو ما جعلها تتخذ في اليوم الموالي أي 11 مارس، قرار وقف كل المواسم الدينية لتجنب الوباء الذي ينتشر بالعدوى، وهو ما وصفه التوفيق بالقرار الصادم للناس، " لكنه كان ضروريا و واجبا". وبتاريخ 12 مارس، كانت الوزارة ملزمة باتخاذ قرارات استباقية تهم العدد الكبير من المرافق التابعة لها، والتي همت أزيد من 52 ألف مسجد، و1500 من الزوايا، و 5000 ضريحا، وما يقارب 300 مؤسسة للتعليم العتيق، و 7777 مسجدا تقام به دروس لمحو الأمية، إضافة إلى معاهد جامعة القرويين، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. وقبل اتخاذ القرار الحاسم لإغلاق المساجد يوم 16 ماس، بناء على الفتوى التي طلبها أمير المؤمنين من المجلس الأعلى،و التي راعت اعتبارات شرعية وعقلية، قال التوفيق أن التعليمات أعطيت للمساجد من أجل اتخاذ اجراءات همت تفاصيل دقيقة، كالنتظيف، وإغلاق مرافق ومراحيض تابعة للمساجد، وسحب احجار التيمم، والسبحات،والمصاحف، والملابس ... وقال الوزير أن قرار وقف الدراسة، أعقبه تسريح لطلبة التعليم العتيق،ومعهد محمد السادس للائمة والمرشدات، باستثناء الطلبة الأفارقة الذين يقارب عددهم 1000، الذين يقطنون اليوم بالمعهد ويتابعون دروسهم،دون أن يكون لهم اتصال بالعالم الخارجي. وبتاريخ 18 مارس، قامت الوزارة بتتبع وضعية 37 قيما دينيا بمدينة سبتة، لضمان استمرار مواصلة مهامهم، بينما اختار موظفو الوزارة بتاريخ 19 مارس، الانخراط في عملية المساهمة في الصندوق الخاص بمواجهة تداعيات كورونا، من خلال تبرع موظفيها بمبالغ مالية، كما تم يوم 25 مارس إطلاق عملية واسعة لتنظيف المساجد وتعقيمها. وتبعا للتداعيات الاقتصادية والاجتماعية الثقيلة للوباء، تم بتاريخ 08 أبريل إعفاء مكتري الأوقاف من واجب الكراء للتخفيف من وقع الجائحة عليهم، بينما اختار المجلس العلمي الأعلى يوم 21 أبريل، اتخاذ قرار وصفه التوفيق بالمؤلم لمن أصدره وللمواطن الذي تلقاه على حد سواء، حيث تمت الإشارة أن مساجد المملكة لن تفتح في وجه المصلين لأداء التراويح خلال شهر رمضان كما هو معمول به، معتبر أن الأمر صعب تقبله من الناحية النفسية، لكنه واضع من الناحية الشرعية التي ترى أن النوافل أولى بالإقامة داخل المنازل،خاصة في الوضع الاستثنائي الذي يعيشه المغرب والعالم. وكانت آخر القرارات قسوة على المغاربة، هي بيان المجلس العلمي الأعلى، الصادر بتاريخ 21 ماي حول صلاة العيد التي أقيمت داخل المنازل بدل المصلى، خوفا من انتشار العدوى بين المصلين، واختار التوفيق الإشادة بالجهود النسائية داخل المجالس العلمية المحلية في اطار التوعية والتحسيس، والتعليم عن بعد والإجابة حول آلاف الرسائل والاستفسارات...