كانت شاحنة إطفاء الحريق، قد أنهت تدخلها بنجاح، بعد إخماد نيران بأحد المنازل بمنطقة "كابونيغرو"، وفيما كانت في طريق العودة، انزلقت الشاحنة بفعل قطرات مطر خفيفة، كانت تتساقط على تلك الطريق الرديئة، وربما كانت الشاحنة بدورها «رديئة»، فالتقى الخطبان لتنقلب الشاحنة، وعلى متنها أربعة عناصر، أصغرهم هو الذي لقي حتفه، فيما دخل الثلاث الآخرين قسم العناية المركزة، وهم مصابون إصابات خطيرة. لازال منهم من لم تستقر حالته بعد، وقد يتطلب الأمر وقتا طويلا قبل شفائه تماما، فيما شيع الإطفائيون جثة زميلهم في جو مهيب. لم يعد عبد العالي إلى منزله تلك الليلة، ولن يعود ليقبل يدي والدته ورأس والده، وهو «زمردة» المنزل كما حكى بعض رفاقه، خاصة وأنه مازال صغيرا جدا، ولم يكمل بعد سنته الأولى في العمل كإطفائي، حيث استبشرت أسرته بعد نجاحه في المباراة، وتعيينه بتطوان للعمل في هاته الوظيفة. فقد كان نشيطا ويحب عمله، خاصة وأنه مازال جديدا وفي ريعان الشباب. لتنتهي حياته وهو يؤدي واجبه المهني، فهل سيشفع له هذا في استفادة أسرته من بعض الحقوق، أم سيكون مجرد تعاطف مؤقت ينتهي سريعا؟