"حيت أنا راجل"، مبادرة تجدد نفسها تزامنا مع جائحة كورونا التي ألزمت الرجال بالبقاء مدة أطول داخل البيت، بعد أن كان في وقت سابق "مملكة" النساء التي يتحملن كل أعبائها، قبل أن يجد الرجل نفسه "مجبرا" على البقاء ليكتشف لائحة طويلة من الأدوار التي تتكفل بها النساء، والتي بدأ مشاركتها إما من باب الرغبة في تمضية الوقت، أو التخفيف عن شريكته. وفي هذا الإطار دعت هيئة الأممالمتحدة للمرأة، الرجال المغاربة إلى المشاركة في الأعمال المنزلية، والانخراط في رعاية الأبناء وتعليمهم، لتخفيف الضغط عن زوجاتهم وأمهاتهم وشقيقاتهم ... خلال هذه الفترة العصيبة، مع التأكيد على أن هذه الفترة فرصة للتطبيع مع عادات جديدة، يجب أن تستمر لمرحلة ما بعد انتهاء الحجر الصحي، بعد أن كان اهتمام الرجال منصبا خارج المنزل اعتمادا على عقلية ذكورية ترى أن الاهتمام بأمور المنزل شأن نسائي ينتقص من رجولته. وتهدف هذه الحملة التوعوية إلى نقل رسائل إيجابية، ممهدة الطريق إلى تغير المعايير والمواقف الإجتماعية لصالح المساواة بين الجنسين، اعتمادا على شرائط قصيرة سيتم بثها على مواقع التواصل، والقناة الثانية، من خلال شهادات لعدد من الرجال المغاربة، للتعبير عن تجربتهم ودعوة الرجال إلى الانخراط في نفس التجربة، وهي المقاربة التي اعتمدتها هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأممالمتحدة للمرأة)، لخلق التغيير من خلال إشراك الرجال في تغيير العقليات التقليدية التي تحاول تكريس نظرة خاطئة، مفادها أن أعمال المنزل وتربية الأطفال حكر على النساء،وهو ما يجعل الرجال في تملص دائم من أعباء المسؤولية بمبرر العمل، وإن كان الواقع يكشف أن الزوجة تكون أيضا عاملة، ويفرض عليها خلق توازن بين أعباء العمل داخل وخارج البيت.
تجدر الإشارة أن حملة "لأني رجل" (حيت أنا رجل) تندرج في إطار البرنامج الإقليمي "الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين" الذي تنفذه هيئة الأممالمتحدة للمرأة في المغرب ولبنان ومصر والأردن وفلسطين وتونس، بشراكة مع الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، وقد سبق أن قدمت معارض بالرباط، قدمت صورا من العالم توثق لمساهمة الرجال في الاعتناء بأطفالهم. ومن بين الرجال الذين ساهموا في الحملة، الممثل المغربي سعيد باي، الذي استثمر الحجر في تقاسم أشغال البيت، وتخصيص الرعاية اللازمة لطفلته، موضحا أن الحجر الصحي علمه بأن البيت بحاجة إلى تكامل أدوار.