بدأت بميناء أكادير عملية استقبال خمسة آلاف بحار قضوا أزيد من أربعة شهور بأعالي البحار، فوصلت مرحلة دخولهم إلى الميناء، وقبل الدخول اشعروا بأن اليابسة لم تعد كما كانت، وأن عيشة الألفة التي هم مستمرون عليها في أعماق البحار لن تستمر فيما بنهم كما بين اسرهم، لن يستقبلوا زوجاتهم وأبنائهم بالأحضان، بل سيؤجلون الفرحة إلى أن ينجلي ليل كورونا الذي باغت الشوارع والمنازل في غيبتهم. خمسة آلاف بحار قضوا قرابة أزيد من مائة يوم بعيدا عن كورونا، وقد بدأت وفودهم تحل بميناء أكادير بعد رحلات صيد طويلة وسط إجراءات مشددة تسهر عليها ولاية أكادير وقبطانية الميناء وسلطات الميناء ومصالح الدرك الملكي البحري وشرطة الميناء والسلطات المحلية بداخله، ومندوبية الصيد البحري. مجموعة شركات "ATLANTA–M.C.F.C. HAIFEN FISHERIES"، المتخصصة في الصيد في أعالي البحار، من أوائل المجموعات التي استقبلت بحاريها المشتغلين على ظهر سفن الصيد في أعالي البحار عبر دفعتين الأولى كانت يوم الجمعة والثانية يوم أمس. كلهم كانوا هناك يوم أمس في الاستقبال بعدما شرعت بواخر أعالي البحار تابعة لمجموعة تضم شركات تدخل الميناء وترسو في جانب منه. وكشف ابراهيم نيت بوزيد المسؤول الإدراي لمجموعة الشركات التي سهرت على توديع بحارتها وأطقمها من الميناء أن الشركة من جانبها سهرت على توفير أسطول من الحافلات المريحة لمئات من بحارتها المتوجهين إلى مدن مغربية مختلفة وأنه ثاني فوج تابع للمجموعة يصل الميناء ليلتحق بأسره في ظروف أمنية وصحية عالية، وأن هذه الشركة قامت تحت إشراف المسؤولين بتعقيم الممرات والحافلات وأمتعة العاملين، وتقدم إبراهيم في هذا الإطار بالشكر لجميع السلطات المحلية ومصالح الأمن والدرك الملكي التي سهرت على كثب على عملية الدخول إلى اليابسة كما أشرفت على وصول البحارة إلى ذويهم في ظل حالة الطوارئ التي يمر منها المغرب.. ومعلوم أن البحارة ينحدرون من مند بعيدة ، حيث كانت وجهتهم نحوالصويرة وأسفي والجديدة، بالإضافة إلى وجهة مراكشسطاتالدارالبيضاءسلاالرباطالقنيطرةالخميسات وسيدي قاسم. ...كما تم تنقيل بحارة مدينة أكادير وإقليم إنزكان أيت ملول والنواحي،و شتوكة، وتيزنيت وكلميم وسيدي إفني وطانطان في نفس الظروف. وقد عاينت أحداث أنفو يوم أمس دخول البواخر للميناء صباحا، وقد بدى هاجس المرض الذي داهم اليابسة مرسوما على محياهم، ليتبدد خوفهم مع الاستقبال الذي وجدوه، حيث عقمت الشركة تحت إشراف السلطات الأمنية والطبية والمينائية المحيط الذي نزلوا به، كما أشرفت على تعقيم أسطول الحافلات.فور نزول البحار من الباخرة يمر عبر ممر معقم، فيستقبله الطاقم الطبي المعد من قبل وزارة الصحة بجهاز التقاط درجة الحرارة. وبعد التأكد احترازيا من درجة حرارة جسمه، يتوجه إلى جناح سلطة الميناء ليمنحه باشا الميناء ترخيص التنقل نحو مدينته، مع نصائح واحتياطات لم يتعود عليها البحار، خلال رحلته البحرية بعيدا عن كورونا، بعدها يلتحق مباشرة بالحالفة المعدة للمدينة التي سينتقل إليها. إدريس التازي مندوب الصيد البحري بأكادير، أكد لأحداث أنفو أن الاجراءات الطبية والأمنية اتخذت بميناء أكادير لاستقبال قرابة خمسة آلاف بحار خلال فترة الراحة البيولوجية ، وأن 92 وجهة سيتم إيصال البحارة إليها، وأن التعقيم شمل ممرات البحار المربوطة بالباخرة، وأن السلطات تتابعه إلى أن يصل مسكنه. المرحلة الثانية يكشف مندوب الصيد هي إفراغ الحمولة، وقد تقرر تأجيلها إلى أن يغادر جميع البحارة نحو بيوتهم، وتتطلب العملية مجهودا إضافيا، وذكر ان اجتماعا مع الشركات عقد لإنجاح هذه العلمية، لمتابعة الحالة الصحية للذين سيدخلون الميناء عند بدء هذه علمية إفراغ البواخر من الأسماك.