ماوقع في طنجةوفاسوسلا ليلة السبت الأحد يجب ألا يتكرر أبدا. ماوقع خطير للغاية. وماوقع محزن للغاية. وماوقع دال على عديد الأشياء، بشكل يمنع كل من له حرقة على هذا البلد أن يبقى صامتا أو منافقا أو ممثلا لدور من لم ير شيئا... أناس بمستوى تعليمي جد بسيط، أو منعدم تحدوا الحجر الصحي المفروض في بلادنا مثلما هو مفروض في العالم بأسره بسبب وباء كورونا الخطير، وخرجوا إلى الشارع جماعات يهللون ويرددون اللطيف ويكبرون ويجرون ويصرخون. البعض حاول أن يجد لهم العذر، أنهم تحركوا بنية حسنة وأنهم قلدوا القدامى في ساعة الوباء حين كان العلم منعدما وكان التخلف سائدا وكانت الناس تجلس لكي تموت قرب بعضها الب ض ولا تجد ماتحتمي به من المرض غير ترديد الدعاء هذا البعض الذي يقول هذا التبرير هو أخطر من البسطاء الذين تورطوا بجهل فظيع فيما وقع ليلة السبت /الأحد. هذا البعض اللاعب على كل الحبال يشرعن ويبحث عن الكلام المتعالم لكي يقنعنا أنه يحق لجماعة من المواطنين أن تتحدى بكل جهل حجرا طبيا، يراد منه ومن خلاله حماية صحة الناس العامة هذا البعض أخطر علينا من البسطاء الذين خرجوا بجهلهم ذاك يركضون ويصرخون بعد أن استوطن الخوف من الوباء دواخلهم لذلك لابد من قول بعض البديهيات بشكل واضح وصريح: من حق أي جماعة أو أي تيار أو أي شخص أن يقتل نفسه وأن ينتحر، لكن لا يحق لأحد ولا لأي جهة أن تفرض انتحارها على الآخرين. بعبارة أخرى أقرب إلى القانون وتوصيفه : ماتورط فيه جهلاء ليلة السبت/الأحد يسمى تعريض حياة الغير للخطر، وهذه جريمة يعاقب عليها القانون في المغرب وفي غير المغرب. دول ديمقراطية تجاوزتنا بأميال كثيرة في مجال احترام حقوق الإنسان هذا، وجدت قواتها العمومية نفسها ملزمة في لحظة من اللحظات باستعمال القوة ضد موتورين وحمقى ومعتوهين لديها قرروا أن يخرجوا للتسلية في الشوارع، أو وضعوا في أحيائهم طاولات لتدخين الشيشة أو ذهبوا للاستحمام غير مكترثين بالخطر المحدق بالعالم بأسره اليوم نحن هنا لا نقول بأن من حق الدولة أن تضرب من يريد قتل نفسه ونقل العدوى إلى الآخرين، لكن نقول إن من حقنا جميعا أن نحمي أنفسنا من العدوى. ومن خرجوا في طنجة أو فاس أو سلا ليلة السبت/ الأحد على قلتهم حاولوا فعلا نقل العدوى إلى الآخرين بمبررات مختلفة لكنها كلها غير مقبولة يمكنك أن تجلس في منزلك وأن تطلب اللطيف إلى أن يرتفع أذان الفجر. يمكنك أن تجلس في منزلك وأن تفتح نافذتك وأن تطلب من جارك أن يهلل معك وأن تكبرا إلى أن تظهر أشعة الشمس. يمكنك أيضا أن تجلس فس شرفتك وأن تغني النشيد الوطني، أو أن تقرأ القرآن أو أن تمارس الرياضة أو أن تسقي النباتات أو أن تفعل ماتشاء طالما أنك تحترم الحجر الطبي المفروض علينا جميعا لكن عندما تخرج إلى الشارع متحديا، وعندما تجر وراءك عددا معينا من بسطاء الفهم والعقل. هنا تدخل معنا جميعا، وليس مع الدولة وحدها، مرحلة المواجهة المباشرة ومرحلة التحدي الذي يصل العصيان لانريد استباق أي شيء، ويكفينا أن المجتمع المغربي تعامل مع الجهالة العمياء التي وقعت السبت/الأحد باستياء شديد، وتكفينا عبارات الإدانة والتنديد التي لمحناها في الأعين قبل أن تنطقها الألسن، لكننا نطالب بحمايتنا من الجهل نحن مواطنون مغاربة اخترنا أن نستجيب طواعية لقرار الحجر الطبي المفروض علينا وعلى أعمالنا وعلى تعليم أبنائنا وعلى كل مناحي حياتنا العامة لأننا نصدق مايقوله العلماء من أن فيروسا قاتلا يهدد العالم بأسره اليوم لايمكن أن نضحي كل هاته التضحية وأن يأتي معتوه يجر وراءه بسطاء لا يعرفون مايفعلون وأن يضرب كل شيء في الصفر وأن يدخلنا مجددا مرحلة الخطر. لانقبلها ولايمكن أن نقبلها في أي يوم من الأيام ولا بأي مبرر من المبررات. لذلك ليتحمل كل ذي مسؤولية مسؤوليته رجاء، فلاقبل لنا بكثير من الأشياء...