دكتور عبد الحميد بنعزوز أستاذ باحث مغربي، يشغل منصب مدير الأبحاث بمعهد التحلل العصبي بجامعة بوردو الفرنسية، لديه العديد من الأبحاث والدراسات العلمية، وشارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية وأطر العديد من الورشات العلمية في مجال تخصصه. اتصلت به "أحداث.أنفو" وأجرت معه الحوار التالي حول كيفية التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد:
● كيف يمكن دكتور عبد الحميد تعريف فيروس كورونا المستجد للقراء؟ ■ فيروس كورونا المستجد المعروف باسم فيروس كوفيد 19، هو فيروس ذو حمض ريبو نووي (ريبونوكلييك)، يحتاح إلى كائن عضوي حي لكي ينمو ويتكاثر. ● ما هي دكتور الأعراض التي تثبت الإصابة بهذا الفيروس؟ ■ حسب معهد باستور الفرنسي، الأعراض الأساسية للإصابة بفيروس كوفيد-19 هي الحرارة المرتفعة في الجسم، السعال الجاف، إحساس بضيق في التنفس أو بالاختناق مع أو بدون ألم في الصدر. ويمكن أيضا أن يشعر المريض بصداع في الرأس، وبتعب وعياء. 80% من بين الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد-19، الذين لديهم أو ليس لديهم هذه الأعراض، يمكنهم أن يشفوا. لكنهم خلال فترة المرض يمكنهم أن ينقلوا الفيروس إلى أشخاص آخرين. 20% من الأشخاص المصابين بالفيروس يمكن أن يصلوا إلى المرحلة الخطيرة من المرض، ويمكن أن يموت البعض منهم. ● ما الذي يجب القيام به لمواجهة وباء فيروس كورونا؟ ■ هناك بشكل عام ثلاث طرائق للتصدي للأوبئة الفيروسية. إيجاد لقاح مضاد، العلاج عن طريق دواء ناجع مضاد للفيروس أو إيقاف انتقال الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق التباعد الاجتماعي (الحِجر). في الظرف الحالي، يعمل الباحثون بشكل مكثف على إيجاد لقاح ضد كوفيد -19 لكنهم مازالوا لم يتوصلوا إلى ذلك بعد. وعند التوصل إلى لقاح، ستكون هناك الحاجة إلى عدة شهور لتجربة فعاليته قبل ترويجه في الأسواق. كما أنه ليس لدينا حاليا أي دواء يعطي نتائج إيجابية ويعالج المرضى بالفيروس بشكل سريع ونهائي. توجد مضادات فيروسية أظهرت نجاعتها في أمراض أخرى، هي الآن تخضع التجربة في عدد من البلدان. إذن السلاح الوحيد الذي يمكننا استعماله حاليا ضد هذا الفيروس هو الحِجر وملازمة البيوت. وهذا الحل لا يمكن أن ينجح إلا إذا ساهم فيه كل المواطنين، من خلال التآزر والتضامن، والانضباط للتعليمات الخاصة بالتدابير الاحترازية، والالتزام بقواعد النظافة. ● في رأيك، ما الذي ينبغي فعله الآن دكتور ؟ ■ أولا، لا يجب أن يسود الرعب. لكن يجب تجنب الخروج من البيوت، إلا إذا كانت هناك ضرورة ملحة لذلك، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي التعرض للإصابة بالفيروس. يجب علينا أن نبقى في بيوتنا لحماية أنفسنا وحماية الآخرين. وهناك من ربما يعتقد أنه في منأى عن الإصابة بالفيروس. وهذا خطأ. فكل شخص يمكن أن يتعرض للإصابة بهذا الفيروس الذي عبّر عه شراسته، والكل معني بالتصدي له. لذا، يجب تلافي التجمعات، التي من خلالها يجد الفيروس طريقه نحو أشخاص غير مصابين. فلا تجمعات عائلية، ولا لقاءات بين الأصدقاء، ولا زيارات لأشخاص مرضى سواء في البيوت أو في المستشفيات، ولا ممارسات لرياضات جماعية. لنكن مسؤولين، للانتصار على كوفيد-19، وعندما نحقق هذا الهدف، سنعود إلى حياتنا بشكل طبيعي.