بعد فيلم الباب السابع عن المخرج والكاتب الراحل أحمد البوعناني الذي عرض في الدورة قبل الماضية خارج المسابقة الرسمية يتنافس علي الصافي على جوائز المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في مسابقة الفيلم الوثائقي بفيلم قبل زحف الظلام عن ذاكرة السبعينيات. لماذا إخراج فيلم وثائقي عن الذاكرة وبالخصوص ذاكرة السبعينيات ؟ لأن هذا الأمر له علاقة بالمستقبل ولإنه لا يمكننا بناء مستقبل على أسس متينة وصلبة إذا لم نشتغل على الذاكرة فيجب علينا أن نقوم بذلك حتى نخطو خطوات كبيرة في المستقبل. يبدو أن الاشتغال على الذاكرة شيء مكلف ماديا وفنيا ؟ نعم هو مكلف لأنه لدينا مشكل مع ذاكرتنا وغير مهتمين بإحداث تراكمات. وكما نعرف إذا لم تكن هناك تراكمات فمن المستحيل أن نحقق تطورا، وسنظل ندور في حلقة مفرغة. فالأمم كلها التي تسير بخطوات ثابتة وواثقة نحو المستقبل، هي التي فهمت ووعت بأهمية الذاكرة منذ زمان وتوليها كثير الاهتمام. فهذه الفترة قد تبدو بعيدة وقديمة بالنسبة لشبابنا، لكنها بالنسبة لشباب دول ومجتمعات أخرى تبدو قريبة لأن المؤسسات في هذه الدول تعودت على الاشتغال على الذاكرة. اخترت أن تشتغل على ذاكرة السبعينيات فنيا وسياسيا و في موازة مع ذلك تطرقت للجانب السياسي بما فيه تجربة اليسار لماذا هذا الاختيار ؟ لأن هناك ارتباطا قويا بين الجانب الفني والثقافي من جهة وبين الجانب السياسي من جهة أخرى. ولأن الثقافة والفن لهما علاقة بالحكومات التي تؤطر المجال الثقافي وتسن سياسته وقوانينه، ولذلك حاولت في المشهد الأول أو الرئيسي أن يكون هناك الإبداع وفي الخلفية الأجواء السياسية آنذاك. في فيلمك اخترت واشتغلت على أفلام معينة لماذا هذا الاختيار ؟ هناك أفلام أثرت في منذ مرحلة الطفولة والشباب، وهناك أفلام أخرى اكتشفتها في ما بعد، وهناك أفلام اشتغلت عليها لضرورة الكتابة الدرامية، وحاولت توظيف أفلام أخرى، حتى وإن كانت جودتها ضعيفة أو منعدمة لأن نسخها الأصلية ضاعت أو تلفت و لكن استعملتها رغم ذلك وكان لها وقع قوي في الحكي. الموسيقى التي اخترت صنعت إيقاعا للفيلم وأعطته حيوية ؟ أنا أعتبر أن أشكال التعبير الثقافي والفني كل لا يتجزأ، وحاولت أن أبين أن هذا الإبداع في هذه الفترة كانت له قيمة كبيرة لأنه كان هناك تقاطعات بين مختلف مكوناته وحقوله حيث يلتقي التشكيليون مع المسرحيين والموسيقيين والأدباء. كيف كان إنتاج الفيلم وكم استغرق من الوقت ؟ في البداية اشتغلت بمفردي في المشروع، وقد تطلب مني العمل 10 سنوات من البحث وكنت قد أعددت في2011 نسخة قصيرة من الفيلم وقدمتها لبينالي الفن المعاصر بالشارقة، ثم حاولت تطوير العمل وعندما وصلت في تركيبه إلى مدة ساعة قدمته في مهرجانات سينمائية لها برامج و صناديق لتطوير المشاريع السينمائية. هناك أيضا دعم ومشاركة القناة الثانية في المشروع..؟ أظن أن برنامج قصص إنسانية قد لعب دورا مهما وديناميكيا في إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية ولم يكن دعم هذا البرنامج ماكانت لتكون وتوجد و أنا شخصيا وجدت ترحيبا كبيرا بالمشروع من طرف دوزيم وشجعتني عليه كثيرا.