صدق أو لا تصدق، مسجد مر على وضع حجر أساس بنائه 62 سنة، على يد المغفور له محمد الخامس، دون أن يرى هذا المسجد طريقه للبناء حتى اليوم. بتاريخ 25 فبراير 1958، إثر زيارته إلى منطقة امحاميد الغزلان ولجماعة تازارين، بعمالة زاكورة، قام الملك الراحل محمد الخامس بوضع الحجر الأساس لتشييد مسجد ودار للقرآن الكريم، ووضعت لوحة رخامية كتب عليها الآتي «بسم الله الرحمان الرحيم، أسس هذا المسجد في عهد جلالة مولانا محمد الخامس الذي تفضل بوضع حجره الأساس في شهر شعبان الأبرك عام 1377 هجرية والسلام»، لكن اللوحة اليتيمة لاتزال شاهدة على الجريمة التي اقترفها من تعاقبوا على تحمل المسؤولية بهاته المنطقة. وكان السلطان محمد الخامس قد وضع الحجر الأساس لبناء مسجد في قرية تدعى «السوق أقديم»، تنتمي حاليا لجماعة تازارين 136 كيلومترا شمال مدينة زاكورة، إلا أنه منذ ذلك التاريخ الذي غادر فيه محمد الخامس تلك البلدة مبتهجا بذلك الاستقبال الذي حظي به من لدن القبائل التازارينية المختلفة، ظلت تلك اللوحة الرخامية التي تحمل تاريخ التدشين، محاطة ببناية طينية معروفة لدى الساكنة بتاليمامت إلى يومنا هذا. هناك من يقول إن المسجد المقصود تم ترحيله وبني عشرين سنة بعد التدشين في مركز تازارين، أي على بعد 7 كيلومترات عن مكان التدشين، ومن يقول إن مسجد المركز رصدت له اعتمادات مالية أخرى، ولا علاقة لها نهائيا بالمسجد الذي دشنه المغفور له محمد الخامس في شعبان 1377 هجرية، وبين وعود بتبليط ساحة التدشين من أجل لفت انتباه السكان المحليين، لكن مع كل التبريرات يبقى هذا التدشين الذي لم ينجز وفق إرادة السلطان محمد الخامس، إخلالا بالاحترام الواجب للملك. وقائع تاريخية توحي بسوء التدبير والتسيير، من طرف من توكل إليهم مهام الإشراف على الشأن المحلي لمناطق متفرقة، ويبقى السؤال الذي يطرحه فاعلون محليون، أين اتجهت ميزانيته التي رصدت له، دون أن تتحرك السلطات المحلية لاستدراك الأمر على مر كل هذه السنين. عدد من أبناء المنطقة الغيورون، وفي مدن مختلفة منها العاصمة الرباط تجندوا لكشف هذه الحقيقة ولتبليغ هذا الأمر المشين إلى كافة المسؤولين ووجهوا عدة رسائل تعبر عن استيائهم من هذا التهميش وسوء التدبير ويشعرونهم بهذا الغبن الذي يحسه سكان المنطقة. تدشين أقبر منذ يومه الأول لأسباب مجهولة، ولم ير منه الساكنة سوى الحجر الأساس، الذي ظل شاهدا على الجريمة، ولم يركع لله، أي كان على الأرض التي أعدت لبناء المسجد.