يبدو أنه منذ القدم، والتدشين في المغرب ليس مباشرة لعمليات البناء والتشييد، إنه فقط وعد بالبناء، قد يتحقق وقد لا يتحقق نهائيا. والحالة هنا تتعلق بتلك الزيارة المولوية التي قام السلطان الراحل، محمد الخامس، إلى امحاميد الغزلان وإلى بلدة تازارين في نونبر 1958. إذ أن السلطان وضع الحجر الأساس لبناء مسجد في قرية تدعى "السوق أقديم "، تنتمي حاليا لجماعة تازارين 136 كيلومتر شمال مدينة زاكورة. إلا أنه منذ تلك التاريخ الذي غادر فيها محمد الخامس تلك البلدة مبتهجا بذلك الاستقبال الذي حضي به من لدن القبائل التازارينية المختلفة، ظلت تلك اللوحة الرخامية التي تحمل تاريخ التدشين، محاطة ببناية طينية معروفة لدى الساكنة ب تاليمامت " إلى يومنا هذا. بين من يقول بأن المسجد المقصود بُني عشرين سنة بعد التدشين في مركز تازارين أي على بعد 7 كيلومتر عن مكان التدشين، ومن يقول بأن مسجد المركز رصدت له اعتمادات مالية أخرى ولا علاقة لها نهائيا بالمسجد الذي دشنهُ المغفور له محمد الخامس في شعبان 1377 هجرية، يبقى هذا التدشين الذي لم يُنجز وفق إرادة السلطان محمد الخامس، إخلالا بالاحترام الواجب للملك.