الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوطيب المرشح لأمانة حزب الجرار: المغاربة سئموا الكذب والشعبوية


استهلال
بعد أن كان مناصرا للمرشح الشيخ بيد الله في سباقه نحو الأمانة العامة ارتأى أن يجرب حظه، ليتنافس بدوره على أمانة حزب الجرار.. هكذا يصرح عبد السلام بوطيب الذي قال إن بيد الله "صدمه في أول خروج إعلامي له، خاصة في ما يتعلق، بفهمه لأزمة الحزب وطبيعتها، وموضوع "الأمازيغية"... في الحوار التالي يتحدث بوطيب عن الحزب وأزمته وعن ترشحه للأمانة العامة، وكذا عن برنامجه الانتخابي....
* قدمتم ترشيحكم للتنافس حول الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، لماذا هذه الخطوة، وكيف أتتكم الفكرة...؟
** نعم قدمت ترشيحي للأمانة العامة لحزبنا؛ حزب الاصالة والمعاصرة، بعد أن كنت مناصرا للأخ الدكتور بيد الله، ولن أفشي سرا إن أخبرتكم أنني اتصلت به هاتفيا وأعلنت له عن ذلك؛ إلا أن الأخ بيد الله صدمني في أول خروج آعلامي له، خاصة في ما يتعلق، أولا، بفهمه لأزمة حزبنا وطبيعتها. وفي ما يتعلق، ثانيا، بموضوع حساس جدا الذي هو الكينونة الأمازيغية، حيث ردد مجددا الأسطوانة المشروخة للمناوئين لها، وهي الأسطوانة الداعية إلى كتابة الأمازيغية باللغة العربية.
ووحدها هذه الدعوة تخفي كثيرا من الأفكار التي يجب أن لا تعيش في حزب مثل حزبنا. و هي أفكار تهدف إلى إقصاء، إن لم نقل إلى إبادة، المكون الأمازيغي المغربي بشكل ذكي؛حتى لا أقول بشكل ماكر. لأن المكر ليست من صفات الأخ بيد الله، ذلك أن اللغة وخط كتابتها هي الوعاء الثقافي لكل شعب والتعبير الأسمى عنه. أضف إلى هذا، ثالثا، الطريقة التي يريد أن يعالج بها، السيد بيد الله، مستقبل علاقتنا مع مستغلي الإسلام السياسي ببلادنا، وهي طريقة شعبوية جربها القادة السابقون ولم تكن ناجحة، بل كانت نتائجها عكسية بالنسبة لنا.
هذا دون أن يفهم من كلامي هذا أن الأمر يتعلق بدعوة إلى التحالف مع مستعلي الإسلام السياسي ببلادنا، أو تعبير عن كره لهم، بل بالعكس، أكن لهم كامل الاحترام ، لدي فيهم أصدقاء كثر أحترمهم لعمقهم الإنساني، إلا أن السياسة تتطلب – وبالضرورة - وجود حلفاء، لكن الحلفاء ليسوا مجرد أرقام، بل يمثلون مواقف ومرجعيات تتوافق {تتلاقى} في الرؤية والتحليل والاستراتيجيات والأهداف. لذلك أقول إن حزبنا منفتح على محيطه السياسي من داخل المرجعية التي ارتضاها؛ مرجعية العقلانية والحداثة والعدالة الاجتماعية. ومع ذلك يظل الأخ بيد الله الأقرب إليّ – فكريا وسياسيا- مقارنة مع باقي المترشحين إلى الأمانة العامة .
عبد السلام بوطيب خلال مشاركته بأحد اللقاءات الصحافية
* إذا فزت بالامانة العامة للحزب ستكون الريفي الثالث بالتوالي الذي يقود الحزب. ألا يشكل هذا الموضوع نقطة ضعفك...؟
** لا أعرف خلفيات مثل هذا السؤال الذي طرحه علي كل الصحفيين، علما أنه سؤال يتضمن عدة أسئلة لا يمكن طرحها مباشرة، تجنبا لاثارة مواضيع جانبية نحن والبلد برمته في غنى عنها الآن؟؟.
لن أمل من الترديد أنني أنا، عبدالسلام بوطيب، مغربي ريفي ب " des fichiers spéciaux et personnalisés " ، هاجر والدي بداية الستينات من القرن الماضي الى مدينة الحسيمة من المناطق المحاذية لمدينة مليلية المحتلة بحثا عن العمل، ومنذ ذلك الوقت لم يعد إلى قريته، وبقي معروفا هناك باسمه مقرونا بالقرية التي هاجر منها، تجدني حتى اليوم مسكونا بذاكرة عائلتي وبتفاصيلها. ولعل هذا ما جعل مني اليوم انسانا كونيا، متغلبا على المنطق الجغرافي، وحائزا على جائزة "ايميليو كاستلار" لحقوق الانسان والدفاع عن الديمقراطية والحريات. وهي جائزة نالها قبلي شخصيات مهمة عالميا ومنها الرئيس خوسي البيرتو موخيكا، الرئيس السابق للأوروغواي.
أنا هو أنا، وباقي الريفيين هم هم. وفي اعتقادي أن الذي يقبل بممارسة العمل السياسي عليه أن ينسى ما تمليه عليه القبيلة وحساباتها الضيقة، من منطلق رغبتنا في خدمة قضايا الوطن عموما والريف جزء لا يتجزأ من وطننا الكبير والممتد.
* عاش حزب الأصالة والمعاصرة مخاضا سياسيا، رآه البعض عصيبا وكاد أن يعصف بالحزب، فيما رآه البعض الآخر تمرينا ديمقراطيا للخروج من جبة مرحلة التأسيس إلى مرحلة البحث عن موطئ قدم وسط المواطنين. كيف تنظرون أنتم إلى ما عاش الحزب وما ينتظره ميتقبلا...؟
** ما عاشه الحزب ليس تمرينا ديمقراطيا، بل هو محاولة انقلاب أبيض. عندما تغيب عن منخرطي الحزب، وكثير من قادته – للأسف - الإجابة الواضحة عن السؤال البسيط الدي تطرحه – وباستمرار- المؤسسات الحزبية التي تحترم نفسها ومنخرطيها ومواطني بلدها ، وهو من نحن.. ؟ ومادا نريد..؟ تقع الهرولة نحو المناصب بدون تكوين ولا كفاءة، وكل يريد رأسا ما و كل يريد كرسيا ما... هذا هو الواقع وهذا ما حدث في حزبنا.
حزبنا يعيش على إيقاع أزمة هوية وكينونة.. وعندما تحدث مثل هذه الأزمات يتكالب المتكالبون، ويبرز المدعون، وتختلط الأوراق.
مشكلة الحزب، أو قل مشاكل الحزب هي كلها مرتبطة بهويته وطبيعته التي لم يفهمها حتى بعض كبار قادته، لذا السؤال الذي يؤرقني هو : من نحن.. ؟ وماذا نريد..؟
ذلك أن الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال هي التي من شأنها أن تقودنا إلى بناء الحزب الذي سوف يعمل على ترجمة توصيات هيئة الانصاف والمصالحة سياسيا، وليس ترجمة الورقة التي أتى بها أمس الأخ وهبي وسماها بالورقة السياسية.
لقد ذكرتني تلك الورقة بفيلم قديم للمخرج الأمريكي - الجنوب أفريقي جايمي أويس (الآلهة سقطت على الرأس) عن زجاجة الكوكاكولا التي سقطت من السماء، وأحدثت ما أحدثت في العباد. من يقرأ ورقة الأخ وهبي سيبدو له الحزب كمؤسسة سقطت من السماء وسط الرباط في أيادي أناس يدّعون الديمقراطية والحداثة، والأمر ليس كذلك على الاطلاق.
الاصالة والمعاصرة حزب استثنائي، لسنا لا من اليمين ولا من اليسار؛ بل نحن حزب ولد من أجل أن يرسم طريقا جديدا للفعل السياسي الهادف إلى بناء دولة الحق في ظل الاستمرارية.
لذا علينا اليوم أن نحدد موقعنا بكل شجاعة، ونحدد أهدافنا بكل وضوح، وأن لا نضحك على المغاربة بدغدغة المشاعر بالطرق الشعبوية – كما يفعل الأخ وهبي وفعلها قبله الأخ الياس العمري، وكانت النتيجة ما نراه اليوم أمامنا؛ هدفنا الأساسي – اليوم- أن نسير بالمغرب إلى ما كانت تريد تجربة الانصاف والمصالحة الوصول إليه: وهو المغرب الحداثي الديمقراطي المتسع للجميع اعتماداً على "الذكاء الجماعي" ؛ مغرب بجودة أكثر في التعليم، والصحة، وبعدالة تحفظ كرامة وإنسانية الناس أكثر، وبشغل كريم لأبنائه، ونموذج تنموي يساعد على تجاوز الكثير من الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية.
لنتذكر جميعا أن المغاربة ينتظرون نتائج اللجنة التي تشتغل على النموذج التنموي الجديد، وهذه النتائج سوف تكون في حاجة إلى أحزاب حقيقية لأجرأتها على أرض الواقع .
لو كنت أمينا عاما للحزب في المؤتمر الأول لأخذت الحزب إلى الاتجاه الذي كان يجب أن يسير فيه: أي البحث عن احتلال الموقع الرائد في المشهد السياسي على أنقاض أحزاب أنهكها الصراع التناحري ، وأن أتحالف مع من يتقاطع معنا في المرجعيات والأهداف والخلفيات، وأن أشتغل بالمشاريع والبرامج وليس بردود الفعل الآنية والظرفية، وأن أعلن موقفي من كل من يساهم في تدبير الشأن العام أو يطمح إلى ذلك، وأن أسعى إلى المساهمة في تفعيل عدالة مجالية تهم كل مناطق البلاد.
نظريا هذه هي مهمة الأحزاب التي تفرزها تجارب المصالحة في العالم. و الأصالة والمعاصرة هو النموذح المغربي في ذلك.
أنا لا أعرف لماذا نصر على أن نبقى من الشعوب التي تفلت لقاءها مع التاريخ، وأن نكون من شعوب الفرص الضائعة.
نحن لا يمكن أن نستمر كحزب عادي يبحث في أن يحفر لنفسه مكانا بين اليمين واليسار التقليديين، لا، ليس لهذا وجد حزب الاصالة والمعاصرة. لذا أتصور أن مستقبلنا صعب ويتطلب كثيرا من الذكاء الجماعي، وصفر درجة من الشعبوية، واعتماد خطاب عقلاني وحداثي وواقعي. لكنه لايغيب خصوصيات السياق المغربي
عبد السلام بوطيب وتتويج ثباتيرو
* هل تعتقدون أن حزب الأصالة والمعاصرة، وبوصوله إلى مرحلة تنظيم المؤتمر استطاع ترميم صفوفه، والقطع مع التجاذبات والمشاحنات التي عاشها خلال الأشهر القليلة الماضية...؟
** لا، لا أعتقد ذلك؛ لأنه إذا كان الأمر يتعلق بالمصالحة، فالمصالحة صيرورة تتطلب أولا فهم وتحليل ما جرى، ومن ثمة الاتفاق على خارطة الطريق لعدم تكرار ما جرى. و الحال أن الأمر في حزبنا تم بسرعة حتى إن لا أحد عرف على ماذا اتفق مع الآخر ، لذا أنا أتساءل هل كان ضروريا عقد المؤتمر في هذه الأجواء المشحونة..؟
إلى اليوم لم يتوصل المؤتمرون بالوثائق الضرورية التي ينص القانون على التوصل بها خمسة عشر يوما قبل المؤتمر. وهذا سبب كاف للمطالبة بإلغاء المؤتمر الذي سنعقده بعد أيام.
أضف إلى كل هذا أن الأمانة العامة بنفسها لم تتوصل إلى اليوم بلوائح المؤتمرين.
* كيف تنظرون إلى تعدد المرشحين للتنافس على أمانة حزب الأصالة والمعاصرة، وما هو البرنامج الذي تعتمدون من أجل إقناع المؤتمرين لاختياركم...؟
** لا، ليس هناك تعدد، خمسة مترشحين لحد الآن عدد قليل بالنسبة لحزب مماثل لحزبنا.
لكنني كنت أتصور أن يكون الترشيح مرتبطا بالمشاريع، بالأفكار الكبرى، وأن يتناظر المرشحون فيما بينهم ليكون الرأي العام الحزبي والرأي العام الوطني على بينة من أفق كل واحد، وكل مشروع.
المشكل أن لا أحد من المترشحين ذهب إلى تدقيق جوهر مشكل الحزب، ولا أحد وضع إصبعه على الداء الذي يشكو منه الحزب، أي كينونته وأهدافه الحقيقية، وأسباب وجوده.
ومن كتب أوراقا كتب انشاء كأنه يكتب عن حزب (Prêt a porter) أو عن حزب سقط من السماء.
لذا كنت قد كتبت رسالة إلى الأخوين الأمين العام ورئيس اللجنة التحضيرية أطالبهما بدعوة الإخوة المترشحين إلى عقد لقاء تناظري بينهم، وأنا واحد منهم، وفي نفس الرسالة طالبتهما بدعوة هؤلاء الاخوة (مقتطف من الرسالة) "لعرض رؤيتهم السياسية وخطتهم التنظيمية لتسيير الحزب في المرحلة المقبلة أمام مناضلات ومناضلي حزبنا؛ وأمام المغاربة أجمعين؛ وذلك حتى نعطي معنى ودلالة لعقد مؤتمرنا الرابع في هذه الظروف التي يمر منها حزبنا؛ وهي ظروف أزمة قلما يختار حزب ما عقد مؤتمره في ظلها، مما يعطي الانطباع لدى عامة المواطنين والمتتبعين لشأن حزبنا أنه مؤتمر انقلابي لتغير اسم باسم؛ وأسماء بأخرى، ولنيل مآرب بئيسة، تثير الاشمئزاز ، والحال ان بلدنا العزيز يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى حزب جدي، تقدمي، يقدم للمغاربة عامة عرضًا سياسيًا جديدًا. وأعتقد أننا الحزب الأكثر تأهيلا لتقديم هذا العرض السياسي الجديد عبر التنفيذ السياسي والحقوقي لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بغية تحقيق الحرية والعدالة والكرامة التي يتوق إليها المغاربة برمتهم". وللأسف... لا حياة لمن تنادي.
ولقد كان هدفي من هذه المناظرة المساهمة في إنجاح مؤتمرنا، وإعلاء الأجواء الفكرية والثقافية المرافقة له، ومساعدة كثير من مناطلات ومناضلي الحزب وعموم المغاربة والرأي العام المحلي والدولي على أن يتعرفوا بدقة على هويتنا وكينونتنا، وأسباب وجودنا، وتساعدهم للإجابة على السؤال المؤرق ؛ من نحن..؟
لأن شبابنا يحتاج إلى عروض جديدة في السياسية والاقتصاد والثقافة. والهدف الآخر من دعوتي لهذه المناظرة هو أن تسفر عن ذهاب اثنين منا إلى التنافس حول الأمانة العامة، فقط، إذا ما وقع تقارب بين المترشحين.
ومازلت أعتقد أن هذا التقارب موجود، وسأدافع عن هذه الإمكانية – بكل ما أوتيت من قوة أخلاقية وفكرية وسياسية – رحمة بالحزب وبالبلد.
والهدف الاخر من دعوتي لهذه المناظرة هي أن تسفر عن ذهاب اثنين منا الى التنافس حول الأمانة العامة فقط، إذا ما وقع تقارب بين المترشحين.
أما عن برنامجي، فقد كنت قد وجهته عبر رسالة إلى عموم مناضلي ومناضلات الحزب وإلى عموم المغاربة. هدفي من كل ذلك هو أن أتفادي ما كان المرحوم الشاعر الكبير محمود درويس قد عبر عنه في بعض الابيات ب :
لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك
من الجانبين، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين
يقولان: هيّا . وينتظران الغنائمَ في
خيمتين حريرَيتَين من الجهتين...
يموت الجنود مراراً ولا يعلمون
إلى الآن مَنْ كان منتصراً !
* مع اقتراب المؤتمر طفت على السطح تصريحات المرشح عبد اللطيف وهبي، الذي يعتبر من الوجوه القيادية للحزب، ورد الأمين العام العام عليها.. برأيكم ما هي أسباب هذه الخرجة، وكيف تنظرون إليها باعتباركم أحد الطامحين لقيادة حزب التراكتور بعد المؤتمر القادم...؟
** سوف لن أضيف شيئا إلى ما قلته وما قيل عن الموضوع، أريد هنا أن أؤكد على شيء أساسي جدا، هو أن على رجل السياسية أن يتسلح دائما بمنهج التاريخ وهو يتحدث عن المؤسسات أو التيارات أو الأحداث السياسية، لأنه إذا خانك منهج التاريخ فستسقط فيما سقط فيه الأخ وهبي. وهي سقطة لا تغتفر لرجل سياسي. علما أن موقفا مثل ذلك يخدم مستغلي الإسلام السياسي، الذين يبحثون عن صكوك غفران.
فيما يتعلق بموقفي من الإسلام السياسي، فلا أملك هنا إلا أن أردد مرة أخرى أن الدين لله والسياسة لعباده الصالحين، وإن حزبنا يجب أن يدعو إلى الفصل بين الشؤون الدينية والشؤون الدنيوية احتراما للدين نفسه وللفعل السياسي، مؤكدا مرة أخرى أن الحديث في السياسية يستوجب استحضار السياقات التاريخية للأحداث، مما سيجنبنا الخلط بين تجربتنا السياسية - الدينية أي إمارة المؤمنين ومهام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وممارسات الأحزاب المستعملة للدين لمآرب سياسية ضيقة.
وكل موقف خارج هذا الموقف، نعتبره رغبة ذاتية في التموقع وإعلان الجاهزية لتقديم خدمة التحالف مع قوى الإسلام السياسي لتحقيق رغبات أنانية ضيقة تتمثل في الولوج إلى انتدابات الحكومة بأي ثمن، وبأي شكل، وتحت أي ظرف، وخارج منطق التمثيل الديمقراطي، ولو على حساب مرجعية الحزب وهويته، وأدواره السياسية والمجتمعية... إننا نرفض أن يصبح حزبنا حزب الهجانة السياسية.
* ماذا لو فشل المؤتمر؟
** السؤال ليس أن يفشل أو أن ينجح شكليا ، لا المغاربة – جميعا، سئموا من العزف على أوتار آلامهم الاقتصادية والاجتماعية؛ وسئموا الكذب والشعبوية المقيتة؛ التي لم تعد تطيل صبر أحد.
ولا تزيد إلا كفر الناس بالمؤسسات الحزبية، المغرب في حاجة إلى حزب جدي، تقدمي، يقدم للمغاربة عامة عرضًا سياسيًا جديدًا.
وأعتقد أننا الحزب الأكثر تأهيلا لنقدم هذا العرض السياسي الجديد عبر التنفيذ السياسي والحقوقي لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بغية تحقيق الحرية والعدالة والكرامة التي يتوق إليها المغاربة برمتهم.
وإذا لم يستطع حزب الاصالة والمعاصرة الوصول بعد المؤتمر إلى هذا المراقى، فسينساه المغاربة، وستغادره أطره نحو تأسيس الحزب الذي يحتاجونه، وسأكون أول المغادرين.
عبد السلام بوطيب في سطور
- عبدالسلام بوطيب - ولد بمدينة الحسيمة من أبوين ولدا بمدينة مليلية المحتلة سنة 1961.
- أب ليسرى بوطيب، مهندسة القناطر والطرق بفرنسا وياسمين طالبة الطب في المراحل النهائية
- زوج لنزهة كريم طبيبة السجون منذ 25 سنة
- حاصل علي ماستر في أخلاقيات حقوقية الانسان وثقافتها من جامعة نانت الفرنسية
- نائب رئيس سابق للمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف؛ والرئيس المؤسس لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم
- خبير دولي في مجال العدالة الانتقالية
- المدير التنفيذي للجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم"، التي نالها الرئيس ساباتيرو، والرئيس الكولومبي خوسي مانويل سانتوي والزعيم التونسي الحسين العباسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.