أقوى معارضان للنظام العسكري في الجزائر يحلان بمدينة بني انصار في المغرب    إبراهيم دياز مرشح لخلافة ياسين بونو ويوسف النصيري.. وهذا موقف ريال مدريد    نهيان بن مبارك يفتتح فعاليات المؤتمر السادس لمستجدات الطب الباطني 2024    إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    بنكيران: مساندة المغرب لفلسطين أقل مما كانت عليه في السابق والمحور الشيعي هو من يساند غزة بعد تخلي دول الجوار        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    مناهضو التطبيع يحتجون أمام البرلمان تضامنا مع نساء فلسطين ولبنان ويواصلون التنديد بالإبادة    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    إعطاء انطلاقة خدمات 5 مراكز صحية بجهة الداخلة وادي الذهب    إسدال الستار على الدورة الحادية عشرة لمهرجان "فيزا فور ميوزيك"        ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..        موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    الإعلام البريطاني يعتبر قرار الجنائية الدولية في حق نتنياهو وغالانت "غير مسبوق"    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    "كوب-29": الموافقة على 300 مليار دولار سنويا من التمويلات المناخية لفائدة البلدان النامية    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    الأرصاد: ارتفاع الحرارة إلى 33 درجة وهبات رياح تصل 85 كلم في الساعة    ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    قاضي التحقيق في طنجة يقرر ايداع 6 متهمين السجن على خلفية مقتل تلميذ قاصر    ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    الاحتفال بالذكرى السابعة والستين لانتفاضة قبائل ايت باعمران    كوب 29: رصد 300 مليار دولار لمواجهة التحديات المناخية في العالم    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    غوتيريش: اتفاق كوب29 يوفر "أساسا" يجب ترسيخه    دولة بنما تقطع علاقاتها مع جمهورية الوهم وانتصار جديد للدبلوماسية المغربية    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    انقسامات بسبب مسودة اتفاق في كوب 29 لا تفي بمطالب مالية طموحة للدول النامية    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوطيب المرشح لأمانة حزب الجرار: المغاربة سئموا الكذب والشعبوية


استهلال
بعد أن كان مناصرا للمرشح الشيخ بيد الله في سباقه نحو الأمانة العامة ارتأى أن يجرب حظه، ليتنافس بدوره على أمانة حزب الجرار.. هكذا يصرح عبد السلام بوطيب الذي قال إن بيد الله "صدمه في أول خروج إعلامي له، خاصة في ما يتعلق، بفهمه لأزمة الحزب وطبيعتها، وموضوع "الأمازيغية"... في الحوار التالي يتحدث بوطيب عن الحزب وأزمته وعن ترشحه للأمانة العامة، وكذا عن برنامجه الانتخابي....
* قدمتم ترشيحكم للتنافس حول الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، لماذا هذه الخطوة، وكيف أتتكم الفكرة...؟
** نعم قدمت ترشيحي للأمانة العامة لحزبنا؛ حزب الاصالة والمعاصرة، بعد أن كنت مناصرا للأخ الدكتور بيد الله، ولن أفشي سرا إن أخبرتكم أنني اتصلت به هاتفيا وأعلنت له عن ذلك؛ إلا أن الأخ بيد الله صدمني في أول خروج آعلامي له، خاصة في ما يتعلق، أولا، بفهمه لأزمة حزبنا وطبيعتها. وفي ما يتعلق، ثانيا، بموضوع حساس جدا الذي هو الكينونة الأمازيغية، حيث ردد مجددا الأسطوانة المشروخة للمناوئين لها، وهي الأسطوانة الداعية إلى كتابة الأمازيغية باللغة العربية.
ووحدها هذه الدعوة تخفي كثيرا من الأفكار التي يجب أن لا تعيش في حزب مثل حزبنا. و هي أفكار تهدف إلى إقصاء، إن لم نقل إلى إبادة، المكون الأمازيغي المغربي بشكل ذكي؛حتى لا أقول بشكل ماكر. لأن المكر ليست من صفات الأخ بيد الله، ذلك أن اللغة وخط كتابتها هي الوعاء الثقافي لكل شعب والتعبير الأسمى عنه. أضف إلى هذا، ثالثا، الطريقة التي يريد أن يعالج بها، السيد بيد الله، مستقبل علاقتنا مع مستغلي الإسلام السياسي ببلادنا، وهي طريقة شعبوية جربها القادة السابقون ولم تكن ناجحة، بل كانت نتائجها عكسية بالنسبة لنا.
هذا دون أن يفهم من كلامي هذا أن الأمر يتعلق بدعوة إلى التحالف مع مستعلي الإسلام السياسي ببلادنا، أو تعبير عن كره لهم، بل بالعكس، أكن لهم كامل الاحترام ، لدي فيهم أصدقاء كثر أحترمهم لعمقهم الإنساني، إلا أن السياسة تتطلب – وبالضرورة - وجود حلفاء، لكن الحلفاء ليسوا مجرد أرقام، بل يمثلون مواقف ومرجعيات تتوافق {تتلاقى} في الرؤية والتحليل والاستراتيجيات والأهداف. لذلك أقول إن حزبنا منفتح على محيطه السياسي من داخل المرجعية التي ارتضاها؛ مرجعية العقلانية والحداثة والعدالة الاجتماعية. ومع ذلك يظل الأخ بيد الله الأقرب إليّ – فكريا وسياسيا- مقارنة مع باقي المترشحين إلى الأمانة العامة .
عبد السلام بوطيب خلال مشاركته بأحد اللقاءات الصحافية
* إذا فزت بالامانة العامة للحزب ستكون الريفي الثالث بالتوالي الذي يقود الحزب. ألا يشكل هذا الموضوع نقطة ضعفك...؟
** لا أعرف خلفيات مثل هذا السؤال الذي طرحه علي كل الصحفيين، علما أنه سؤال يتضمن عدة أسئلة لا يمكن طرحها مباشرة، تجنبا لاثارة مواضيع جانبية نحن والبلد برمته في غنى عنها الآن؟؟.
لن أمل من الترديد أنني أنا، عبدالسلام بوطيب، مغربي ريفي ب " des fichiers spéciaux et personnalisés " ، هاجر والدي بداية الستينات من القرن الماضي الى مدينة الحسيمة من المناطق المحاذية لمدينة مليلية المحتلة بحثا عن العمل، ومنذ ذلك الوقت لم يعد إلى قريته، وبقي معروفا هناك باسمه مقرونا بالقرية التي هاجر منها، تجدني حتى اليوم مسكونا بذاكرة عائلتي وبتفاصيلها. ولعل هذا ما جعل مني اليوم انسانا كونيا، متغلبا على المنطق الجغرافي، وحائزا على جائزة "ايميليو كاستلار" لحقوق الانسان والدفاع عن الديمقراطية والحريات. وهي جائزة نالها قبلي شخصيات مهمة عالميا ومنها الرئيس خوسي البيرتو موخيكا، الرئيس السابق للأوروغواي.
أنا هو أنا، وباقي الريفيين هم هم. وفي اعتقادي أن الذي يقبل بممارسة العمل السياسي عليه أن ينسى ما تمليه عليه القبيلة وحساباتها الضيقة، من منطلق رغبتنا في خدمة قضايا الوطن عموما والريف جزء لا يتجزأ من وطننا الكبير والممتد.
* عاش حزب الأصالة والمعاصرة مخاضا سياسيا، رآه البعض عصيبا وكاد أن يعصف بالحزب، فيما رآه البعض الآخر تمرينا ديمقراطيا للخروج من جبة مرحلة التأسيس إلى مرحلة البحث عن موطئ قدم وسط المواطنين. كيف تنظرون أنتم إلى ما عاش الحزب وما ينتظره ميتقبلا...؟
** ما عاشه الحزب ليس تمرينا ديمقراطيا، بل هو محاولة انقلاب أبيض. عندما تغيب عن منخرطي الحزب، وكثير من قادته – للأسف - الإجابة الواضحة عن السؤال البسيط الدي تطرحه – وباستمرار- المؤسسات الحزبية التي تحترم نفسها ومنخرطيها ومواطني بلدها ، وهو من نحن.. ؟ ومادا نريد..؟ تقع الهرولة نحو المناصب بدون تكوين ولا كفاءة، وكل يريد رأسا ما و كل يريد كرسيا ما... هذا هو الواقع وهذا ما حدث في حزبنا.
حزبنا يعيش على إيقاع أزمة هوية وكينونة.. وعندما تحدث مثل هذه الأزمات يتكالب المتكالبون، ويبرز المدعون، وتختلط الأوراق.
مشكلة الحزب، أو قل مشاكل الحزب هي كلها مرتبطة بهويته وطبيعته التي لم يفهمها حتى بعض كبار قادته، لذا السؤال الذي يؤرقني هو : من نحن.. ؟ وماذا نريد..؟
ذلك أن الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال هي التي من شأنها أن تقودنا إلى بناء الحزب الذي سوف يعمل على ترجمة توصيات هيئة الانصاف والمصالحة سياسيا، وليس ترجمة الورقة التي أتى بها أمس الأخ وهبي وسماها بالورقة السياسية.
لقد ذكرتني تلك الورقة بفيلم قديم للمخرج الأمريكي - الجنوب أفريقي جايمي أويس (الآلهة سقطت على الرأس) عن زجاجة الكوكاكولا التي سقطت من السماء، وأحدثت ما أحدثت في العباد. من يقرأ ورقة الأخ وهبي سيبدو له الحزب كمؤسسة سقطت من السماء وسط الرباط في أيادي أناس يدّعون الديمقراطية والحداثة، والأمر ليس كذلك على الاطلاق.
الاصالة والمعاصرة حزب استثنائي، لسنا لا من اليمين ولا من اليسار؛ بل نحن حزب ولد من أجل أن يرسم طريقا جديدا للفعل السياسي الهادف إلى بناء دولة الحق في ظل الاستمرارية.
لذا علينا اليوم أن نحدد موقعنا بكل شجاعة، ونحدد أهدافنا بكل وضوح، وأن لا نضحك على المغاربة بدغدغة المشاعر بالطرق الشعبوية – كما يفعل الأخ وهبي وفعلها قبله الأخ الياس العمري، وكانت النتيجة ما نراه اليوم أمامنا؛ هدفنا الأساسي – اليوم- أن نسير بالمغرب إلى ما كانت تريد تجربة الانصاف والمصالحة الوصول إليه: وهو المغرب الحداثي الديمقراطي المتسع للجميع اعتماداً على "الذكاء الجماعي" ؛ مغرب بجودة أكثر في التعليم، والصحة، وبعدالة تحفظ كرامة وإنسانية الناس أكثر، وبشغل كريم لأبنائه، ونموذج تنموي يساعد على تجاوز الكثير من الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية.
لنتذكر جميعا أن المغاربة ينتظرون نتائج اللجنة التي تشتغل على النموذج التنموي الجديد، وهذه النتائج سوف تكون في حاجة إلى أحزاب حقيقية لأجرأتها على أرض الواقع .
لو كنت أمينا عاما للحزب في المؤتمر الأول لأخذت الحزب إلى الاتجاه الذي كان يجب أن يسير فيه: أي البحث عن احتلال الموقع الرائد في المشهد السياسي على أنقاض أحزاب أنهكها الصراع التناحري ، وأن أتحالف مع من يتقاطع معنا في المرجعيات والأهداف والخلفيات، وأن أشتغل بالمشاريع والبرامج وليس بردود الفعل الآنية والظرفية، وأن أعلن موقفي من كل من يساهم في تدبير الشأن العام أو يطمح إلى ذلك، وأن أسعى إلى المساهمة في تفعيل عدالة مجالية تهم كل مناطق البلاد.
نظريا هذه هي مهمة الأحزاب التي تفرزها تجارب المصالحة في العالم. و الأصالة والمعاصرة هو النموذح المغربي في ذلك.
أنا لا أعرف لماذا نصر على أن نبقى من الشعوب التي تفلت لقاءها مع التاريخ، وأن نكون من شعوب الفرص الضائعة.
نحن لا يمكن أن نستمر كحزب عادي يبحث في أن يحفر لنفسه مكانا بين اليمين واليسار التقليديين، لا، ليس لهذا وجد حزب الاصالة والمعاصرة. لذا أتصور أن مستقبلنا صعب ويتطلب كثيرا من الذكاء الجماعي، وصفر درجة من الشعبوية، واعتماد خطاب عقلاني وحداثي وواقعي. لكنه لايغيب خصوصيات السياق المغربي
عبد السلام بوطيب وتتويج ثباتيرو
* هل تعتقدون أن حزب الأصالة والمعاصرة، وبوصوله إلى مرحلة تنظيم المؤتمر استطاع ترميم صفوفه، والقطع مع التجاذبات والمشاحنات التي عاشها خلال الأشهر القليلة الماضية...؟
** لا، لا أعتقد ذلك؛ لأنه إذا كان الأمر يتعلق بالمصالحة، فالمصالحة صيرورة تتطلب أولا فهم وتحليل ما جرى، ومن ثمة الاتفاق على خارطة الطريق لعدم تكرار ما جرى. و الحال أن الأمر في حزبنا تم بسرعة حتى إن لا أحد عرف على ماذا اتفق مع الآخر ، لذا أنا أتساءل هل كان ضروريا عقد المؤتمر في هذه الأجواء المشحونة..؟
إلى اليوم لم يتوصل المؤتمرون بالوثائق الضرورية التي ينص القانون على التوصل بها خمسة عشر يوما قبل المؤتمر. وهذا سبب كاف للمطالبة بإلغاء المؤتمر الذي سنعقده بعد أيام.
أضف إلى كل هذا أن الأمانة العامة بنفسها لم تتوصل إلى اليوم بلوائح المؤتمرين.
* كيف تنظرون إلى تعدد المرشحين للتنافس على أمانة حزب الأصالة والمعاصرة، وما هو البرنامج الذي تعتمدون من أجل إقناع المؤتمرين لاختياركم...؟
** لا، ليس هناك تعدد، خمسة مترشحين لحد الآن عدد قليل بالنسبة لحزب مماثل لحزبنا.
لكنني كنت أتصور أن يكون الترشيح مرتبطا بالمشاريع، بالأفكار الكبرى، وأن يتناظر المرشحون فيما بينهم ليكون الرأي العام الحزبي والرأي العام الوطني على بينة من أفق كل واحد، وكل مشروع.
المشكل أن لا أحد من المترشحين ذهب إلى تدقيق جوهر مشكل الحزب، ولا أحد وضع إصبعه على الداء الذي يشكو منه الحزب، أي كينونته وأهدافه الحقيقية، وأسباب وجوده.
ومن كتب أوراقا كتب انشاء كأنه يكتب عن حزب (Prêt a porter) أو عن حزب سقط من السماء.
لذا كنت قد كتبت رسالة إلى الأخوين الأمين العام ورئيس اللجنة التحضيرية أطالبهما بدعوة الإخوة المترشحين إلى عقد لقاء تناظري بينهم، وأنا واحد منهم، وفي نفس الرسالة طالبتهما بدعوة هؤلاء الاخوة (مقتطف من الرسالة) "لعرض رؤيتهم السياسية وخطتهم التنظيمية لتسيير الحزب في المرحلة المقبلة أمام مناضلات ومناضلي حزبنا؛ وأمام المغاربة أجمعين؛ وذلك حتى نعطي معنى ودلالة لعقد مؤتمرنا الرابع في هذه الظروف التي يمر منها حزبنا؛ وهي ظروف أزمة قلما يختار حزب ما عقد مؤتمره في ظلها، مما يعطي الانطباع لدى عامة المواطنين والمتتبعين لشأن حزبنا أنه مؤتمر انقلابي لتغير اسم باسم؛ وأسماء بأخرى، ولنيل مآرب بئيسة، تثير الاشمئزاز ، والحال ان بلدنا العزيز يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى حزب جدي، تقدمي، يقدم للمغاربة عامة عرضًا سياسيًا جديدًا. وأعتقد أننا الحزب الأكثر تأهيلا لتقديم هذا العرض السياسي الجديد عبر التنفيذ السياسي والحقوقي لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بغية تحقيق الحرية والعدالة والكرامة التي يتوق إليها المغاربة برمتهم". وللأسف... لا حياة لمن تنادي.
ولقد كان هدفي من هذه المناظرة المساهمة في إنجاح مؤتمرنا، وإعلاء الأجواء الفكرية والثقافية المرافقة له، ومساعدة كثير من مناطلات ومناضلي الحزب وعموم المغاربة والرأي العام المحلي والدولي على أن يتعرفوا بدقة على هويتنا وكينونتنا، وأسباب وجودنا، وتساعدهم للإجابة على السؤال المؤرق ؛ من نحن..؟
لأن شبابنا يحتاج إلى عروض جديدة في السياسية والاقتصاد والثقافة. والهدف الآخر من دعوتي لهذه المناظرة هو أن تسفر عن ذهاب اثنين منا إلى التنافس حول الأمانة العامة، فقط، إذا ما وقع تقارب بين المترشحين.
ومازلت أعتقد أن هذا التقارب موجود، وسأدافع عن هذه الإمكانية – بكل ما أوتيت من قوة أخلاقية وفكرية وسياسية – رحمة بالحزب وبالبلد.
والهدف الاخر من دعوتي لهذه المناظرة هي أن تسفر عن ذهاب اثنين منا الى التنافس حول الأمانة العامة فقط، إذا ما وقع تقارب بين المترشحين.
أما عن برنامجي، فقد كنت قد وجهته عبر رسالة إلى عموم مناضلي ومناضلات الحزب وإلى عموم المغاربة. هدفي من كل ذلك هو أن أتفادي ما كان المرحوم الشاعر الكبير محمود درويس قد عبر عنه في بعض الابيات ب :
لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك
من الجانبين، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين
يقولان: هيّا . وينتظران الغنائمَ في
خيمتين حريرَيتَين من الجهتين...
يموت الجنود مراراً ولا يعلمون
إلى الآن مَنْ كان منتصراً !
* مع اقتراب المؤتمر طفت على السطح تصريحات المرشح عبد اللطيف وهبي، الذي يعتبر من الوجوه القيادية للحزب، ورد الأمين العام العام عليها.. برأيكم ما هي أسباب هذه الخرجة، وكيف تنظرون إليها باعتباركم أحد الطامحين لقيادة حزب التراكتور بعد المؤتمر القادم...؟
** سوف لن أضيف شيئا إلى ما قلته وما قيل عن الموضوع، أريد هنا أن أؤكد على شيء أساسي جدا، هو أن على رجل السياسية أن يتسلح دائما بمنهج التاريخ وهو يتحدث عن المؤسسات أو التيارات أو الأحداث السياسية، لأنه إذا خانك منهج التاريخ فستسقط فيما سقط فيه الأخ وهبي. وهي سقطة لا تغتفر لرجل سياسي. علما أن موقفا مثل ذلك يخدم مستغلي الإسلام السياسي، الذين يبحثون عن صكوك غفران.
فيما يتعلق بموقفي من الإسلام السياسي، فلا أملك هنا إلا أن أردد مرة أخرى أن الدين لله والسياسة لعباده الصالحين، وإن حزبنا يجب أن يدعو إلى الفصل بين الشؤون الدينية والشؤون الدنيوية احتراما للدين نفسه وللفعل السياسي، مؤكدا مرة أخرى أن الحديث في السياسية يستوجب استحضار السياقات التاريخية للأحداث، مما سيجنبنا الخلط بين تجربتنا السياسية - الدينية أي إمارة المؤمنين ومهام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وممارسات الأحزاب المستعملة للدين لمآرب سياسية ضيقة.
وكل موقف خارج هذا الموقف، نعتبره رغبة ذاتية في التموقع وإعلان الجاهزية لتقديم خدمة التحالف مع قوى الإسلام السياسي لتحقيق رغبات أنانية ضيقة تتمثل في الولوج إلى انتدابات الحكومة بأي ثمن، وبأي شكل، وتحت أي ظرف، وخارج منطق التمثيل الديمقراطي، ولو على حساب مرجعية الحزب وهويته، وأدواره السياسية والمجتمعية... إننا نرفض أن يصبح حزبنا حزب الهجانة السياسية.
* ماذا لو فشل المؤتمر؟
** السؤال ليس أن يفشل أو أن ينجح شكليا ، لا المغاربة – جميعا، سئموا من العزف على أوتار آلامهم الاقتصادية والاجتماعية؛ وسئموا الكذب والشعبوية المقيتة؛ التي لم تعد تطيل صبر أحد.
ولا تزيد إلا كفر الناس بالمؤسسات الحزبية، المغرب في حاجة إلى حزب جدي، تقدمي، يقدم للمغاربة عامة عرضًا سياسيًا جديدًا.
وأعتقد أننا الحزب الأكثر تأهيلا لنقدم هذا العرض السياسي الجديد عبر التنفيذ السياسي والحقوقي لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بغية تحقيق الحرية والعدالة والكرامة التي يتوق إليها المغاربة برمتهم.
وإذا لم يستطع حزب الاصالة والمعاصرة الوصول بعد المؤتمر إلى هذا المراقى، فسينساه المغاربة، وستغادره أطره نحو تأسيس الحزب الذي يحتاجونه، وسأكون أول المغادرين.
عبد السلام بوطيب في سطور
- عبدالسلام بوطيب - ولد بمدينة الحسيمة من أبوين ولدا بمدينة مليلية المحتلة سنة 1961.
- أب ليسرى بوطيب، مهندسة القناطر والطرق بفرنسا وياسمين طالبة الطب في المراحل النهائية
- زوج لنزهة كريم طبيبة السجون منذ 25 سنة
- حاصل علي ماستر في أخلاقيات حقوقية الانسان وثقافتها من جامعة نانت الفرنسية
- نائب رئيس سابق للمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف؛ والرئيس المؤسس لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم
- خبير دولي في مجال العدالة الانتقالية
- المدير التنفيذي للجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم"، التي نالها الرئيس ساباتيرو، والرئيس الكولومبي خوسي مانويل سانتوي والزعيم التونسي الحسين العباسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.