وجد عبد السلام بوطيب، المرشح لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عقبة في طريقه، تتمثل في وجود شرط إقصائي للأعضاء، الراغبين في الترشح، حيث تبنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر مشروع قانون للحزب، يشترط أن يكون المترشح حائزا على أقدمية في المجلس الوطني للحزب من ولايتين، وفي المكتب السياسي ولاية واحدة. ولم يسبق لبوطيب أن كان عضوا في المكتب السياسي، ما يجعل ترشيحه في حال ما أجيز القانون الأساسي للحزب، وأيضا الداخلي، منعدم الأهلية. بوطيب سيعلن، بشكل رسمي، عن ترشيحه في مدينة الحسيمة، بدلا عن الرباط كما فعل عبد اللطيف وهبي، ويكون بذلك رابع مرشح يعلن عن دخوله لهذا السباق، بعد كل من محمد الشيخ بيد الله، وعبد اللطيف وهبي، والمكي زيزي. ورد بوطيب، في تصريح ل”اليوم 24″، بأن المشروعين المذكورين، المتضمنين للشروط المذكورة، “سيكونان هدفا لجهده في المؤتمر لإقناع أعضاء الحزب لتغييرهما”. وأوضح أن اللجنة التحضيرية “ما كان عليها أن تحتفظ بالشرط المتعلق بالعضوية في المكتب السياسي، لأن إلياس العماري من جهة، فعل ما أراد، وعين من يريد في المكتب السياسي، ولم يكن يسمح لأي عضو يعارضه بأن ينال مقعدا بالمكتب السياسي، وكانت رغبة الأعضاء الواعين بهذا الميراث الثقيل، بأن يجري الاحتفاظ فقط بشرط الولايتين في المجلس الوطني”. وشدد بوطيب على أن المؤتمر سيناقش الأوراق السالفة الذكر، و”في الغالب، وهو توقعي، أن يجري إسقاط الشرط المتعلق بولاية في المكتب السياسي من شروط الترشح المدرجة في مشاريع القوانين هذه”. وأكد المتحدث أن أعضاء اللجنة التحضيرية، الذين دافعوا عن الصيغة الواردة، حاليا، في مشروع قانون الحزب، هم “المستفيدون من الوضع القائم، ولا يهمهم الحزب بقدر ما يهمهم استمرار مصالحهم على ما هي عليه”. وقدم بوطيب تصريح ترشيحه لوسائل الإعلام، تضمن هجوما شديدا على منافسه عبد اللطيف وهبي، خصوصا ما يتعلق بصلة حزبه بأجهزة الدولة. بوطيب قال، وهو يصف وهبي: “إنه شخص يتبنى خطاب خصوم الحزب”، “إن عدم فهم جوهر تجربة الإنصاف والمصالحة هو الذي جعل من بعض “المهتمين بالسياسية اختيار الطريق الأسهل والقول إن حزبنا حزب خلقته الدولة على غرار أحزاب أخرى ولدت في سياقات أخرى، ولأهداف مختلفة”. وتمسك بوطيب بموقف حزبه إزاء التحالف مع الإسلاميين، وذكر أن “السياسة تتطلب وجود حلفاء، لكن الحلفاء ليسوا مجرد أرقام، بل مواقف، ومرجعيات يحدث بينها الالتقاء في الرؤية، والتحليل، والاستراتيجيات، والأهداف”. وأوضح المرشح لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن حزبه “منفتح على محيطه السياسي من داخل المرجعية، التي ارتضاها؛ مرجعية العقلانية والحداثة، والعدالة الاجتماعية، أما فيما يتعلق بقضية الإسلام السياسي وموقفنا من ذلك، فلا أملك هنا إلا أن أقول إن الدين لله والسياسة لعباده الصالحين”.