الصويرة (المغرب), 19-1-2020 - تستقبل عبارة "سلام لكولام، شالوم عليكم" زائر "بيت الذاكرة"، وهي مزيج من اللغتين العربية والعبرية للتعبير عن "التعايش" بين اليهود والمسلمين في مدينة الصويرةجنوب المغرب. أعيد ترميم دار عتيقة في "الملاح"، الحي اليهودي بالمدينة المطلة على المحيط الأطلسي ليكون "بيت الذاكرة". وتؤدي أزقة ضيقة متداخلة إلى الدار التي سكنتها قديما عائلة يهودية، ثرية بما يكفي لتقيم داخلها كنيسا صغيرا يغطي جوانبه خشب منحوت مستورد من بريطانيا. ويقول صاحب المبادرة أندريه أزولاي، وهو مستشار الملك محمد السادس، لوكالة فرانس برس إن الدار "تشهد على فترة عاش فيها الإسلام واليهودية في ظل تقارب وانسجام استثنائيين". وافتتح "بيت الذاكرة" بحضور العاهل المغربي وعدة شخصيات بينها مديرة اليونسكو أودري، وهي ابنة أزولاي. Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira Reportage photo sur "Bayt Dakira", un espace spirituel et patrimonial de préservation de la mémoire judéo-marocaine à Essaouira ويضيف الأخير موضحا فكرة المشروع "أردنا أن نستنطق ثراتنا ونحمي ما كان يمثل مظاهر فن العيش المشترك في إطار الاحترام المتبادل"، معربا عن أمله أن "يشكل هذا التاريخ رافعة للمستقبل". يعرض "بيت الذاكرة" وثائق ومتعلقات تعود لعائلات يهودية محلية بالإضافة إلى كنيس ومركز للأبحاث. كما يسمح باكتشاف مسارات متميزة لشخصيات يهودية متحدرة من الصويرة. ومن الأمثلة على ذلك يعرض سيرة ليسلي بليشا (1893-1957) الذي شغل مناصب وزير المالية ثم النقل والدفاع في بريطانيا. وإليه تنسب مصابيح "بليشا بيكونز" الكروية الشكل التي لا تزال تنير أزقة لندن، مرفوعة على أعمدة سوداء وبيضاء. ويخلد البيت أيضا ذاكرة أول يهودي تم انتخابه في مجلس الشيوخ الأميركي دافيد يولي ليفي (1810-1886)، ويتحدر بدوره من عائلة هاجرت إلى الضفة الأخرى من الأطلسي مطلع القرن التاسع عشر. وتوثق لوحة معلقة على أحد الجدران أسماء اليهود المتحدرين من المدينة والذين عملوا مستشارين لدى ملوك المغرب على مر التاريخ، وفي أسفل القائمة اسم أندريه أزولاي الذي يتولى هذا المنصب منذ سنة 1991 في عهد الملك الراحل الحسن الثاني والد محمد السادس. كما يعرض البيت صورا قديمة وأفلاما من الأرشيف وتسجيلات موسيقية وملابس تقليدية ومتعلقات ذات طبيعة دينية. بينما تم اعداد الطابق العلوي ليضم مركز أبحاث حول تاريخ العلاقات بين المسلمين واليهود. ويذكر أزولاي (78 عاما) بأن الصويرة كانت "المدينة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تسكنها أغلبية يهودية" في القرن الثامن عشر على عهد السلطان محمد الثالث الذي جعل من المستعمرة البرتغالية سابقا ومينائها مركزا دبلوماسيا وتجاريا. ويضيف "إن قرونا من التبادل والالتقاء تشهد على علاقات متقاربة غنية وجوهرية بين المسلمين واليهود". ويسعى هذا المصرفي والصحافي السابق إلى أن يجعل من تاريخ مدينته "رمزا لفن الممكن" بهدف "مقاومة النسيان والردة والجمود".