ظلت شكاياتهم التي توجهوا بها إلى النيابة العامة بابتدائية عين السبع تراوح مكانها. هم ضحايا نصاب احترف الاحتيال على المرضى، متاجرا في محنهم وأمراضهم. قبل أيام أحالت النيابة العامة شكاية أحدهم على مصالح الأمن بمنطقة مولاي رشيد. أدلت الشكاية برقم البطاقة الوطنية لمن تسلم المبالغ التي تم النصب فيها على الضحايا. لكن الأمن لم يتحرك بعد...!، ليصرخ الضحايا معلنين لطالبي المساعدة: “احذروا نصابا يستغل أمراضكم..”!!! يختار ضحاياه بعناية فائقة. كل عدته هاتف نقال يتصل عبره بضحاياه من الأشخاص المصابين بأمراض يتطلب علاجها مبالغ مالية كبيرة. يتصيدهم من إعلانات لطلبات المساعدة تنشرها الجرائد لحالات انسانية. أجساد أنهكها المرض، واضطرتها الحاجة إلى التوجه بنداء يحث المحسنين وذوي الأريحية للمساهمة في تكاليف العلاج، أو المساعدة على إجراء عمليات جراحية باهضة التكلفة. قبل أشهر قليلة مضت تفتقت “عبقرية” النصب والاحتيال لدى أحد الأشخاص، عن فكرة “شيطانية”، تجرد صاحبها من الأحاسيس الانسانية، ليستهدف بنصبه واحتياله عينة من المرضى المحتاجين، الذين يصادف طلباتهم المنشورة بالجرائد الوطنية، لكي يبادر بإجراء الاتصال، من خلال الأرقام الهاتفية التي عادة ما تصاحب الطلبات. لا يقتصر على حالة دون أخرى، وإنما يربط الاتصال بجميع الأرقام الهاتفية التي تتضمنها الطلبات، للإيقاع بأكبر عدد منهم. وقد كان لناشري طلبات المساعدة على صفحة «فسحة أمل» بجريدة الأحداث المغربية نصيب من احتياله ونصب. داوم محترف النصب، الذي يستهدف المرضى المحتاجين، على الإطلاع على طلبات المساعدة بالصفة المذكورة ليربط الاتصال بأصحابها، وقد تمكن من الإيقاع ببعضهم، عندما أخبرهم أنه «محسن» يرغب في تقديم المساعدة لهم وتمكينهم من العلاج. أول الضحايا الذي وقع في حبال هذا النصاب، شخص من الدارالبيضاء يعاني أمراضا مختلفة أنهكت جسده النحيف. اتصل به هذا النصاب به ، ليوهمه أنه بمستطاعه مساعدته على استصدار بطاقة للتغطية الصحية من أجل الاستفادة من العلاج المجاني. لكن الشرط الذي حدده هو «أداء المريض مبلغ 800 درهم»، توصل بها عن طريق وكالة لإرسال الأموال، بعد أن انطلت حيلته على هذا المريض. نال النصاب ما طلبه، وظل يماطل الضحية، مطالبا بالمزيد من الأموال، مدعيا أن دكتورا بمستشفى السويسي بالرباط، حدد اسمه وتخصصه، هو سبيل الضحية لاستصدار البطاقة، وبالتالي الحصول على التغطية الصحية. ولم يقتصر احتيال النصاب على تقديم المساعدة في العلاج، بل إنه ادعى أن باستطاعته إيجاد فرصة عمل للضحية المريض، بعد أن علم أنه عاطل عن العمل ولا يقوى على أداء المهام الشاقة. والمطلوب دائما في «المساعدة الوهمية»، مبالغ مالية يدعي أنها مصاريف من أجل إعداد الوثائق المطلوبة في الملف، أو أداء واجب التأمين على دراجة لنقل البضائع، أوهم ضحيته أنه سيتسلمها. لكن مع مرور الأيام تظهر أن كل إدعاءات المتصل مجرد وسيلة للنصب على ضحاياه من المرضى طالبي المساعدة على العلاج عبر وسائل الإعلام سواء أكانت مكتبة أو غيرها...