سنة حافلة بالإنجازات الفنية الراقية، كانت محط اهتمام الفنانات والفنانين والنقاد والمهتمين بالحقل الفني والسميعات والسميعين بما زخرت به من أنشطة فنية لاقت استحسان الجميع، وأكدت بالملموس مدى قدرة أعضاء جمعية عشاق الطرب الاصيل على تحقيق الاهداف النبيلة التي سطروها لترسيخ تقليد موسيقي راقي يصلب عود المنتوج الفني داخل الساحة الموسيقية المغربية، ويحافظ على قوة التراث الطربي الاصيل، الذي يعتمد على الكلمة الشاعرية الساحرة والجملة الموسيقية الراقية التي تعيد لنا الاتزان النفسي وتوقد خلايا المتعة الموجودة بدواخلنا والاداء الصحيح والعزف المتألق. أهداف تم تحقيقها بفضل الأعمال الجبارة التي يقوم أعضاء جمعية الطرب الاصيل، الذين يجهدون أنفسهم كخلية نحل لا تكل ولا تمل، في سبيل تأطير المنتوج الموسيقي الطربي الاصيل. لم يكن عمل هذه الجمعية برئاسة خالد بنمنصور في التنشيط الموسيقي فقط، بل انتقلوا من ذلك إلى لعب دور الديبلوماسية الفنية التي تمثل المملكة المغربية أحسن تمثيل، خاصة عندما يتعلق بمصر أرض الكنانة ومهد الحضارة وفضاء الموسيقى الراقية، حيث قام وفد من الجمعية بزيارة فنية إلى مصر، ونظموا لقاءات فنية بأهم المحطات التلفزية، من بينها قناة النيل، واستطاعوا أن يبرزوا الثقافة المغربية والتراث المتنوع الذي يزخر به المغرب الأقصى، ويبينوا للمصريين أن المغرب يتميز بتنوع التراث الموسيقي من طنجة إلى لكويرة. هذا الراس المال اللامادي الذي يعتبر الكنز المهم داخل المغرب. بالإضافة إلى ذلك تمكنت الجمعية من خلق تقليد الاعتراف ،حيث قامت بتكريم عدة فعاليات فنية التي خلقت تراكمات فنية واستطاعت أن تغني المكتبة الموسيقية بأعمال كبيرة، من بينها الشاعر الكبير عبد الرفيع الجواهري، حسن القدميري، محمد الزيات، كريم التدلاوي، ليلى الجزائرية، بوشعيب الجديدي وغيرهم. من الناحية الفنية ، كانت جمعية عشاق الطرب الأصيل وفية بالتزاماتها الفنية بتقديم عروض موسيقية، استطاع الموسيقار صلاح الشرقاوي أن يعد برامج موسيقية، أشرك فيها مجموعة من الفنانات والفنانين المغاربة ،وقدم من خلالها أخرين شباب ،في إطار تناغم الاجيال وكسب التجربة. وفي الجانب التكويني ، كان لعشاق الطرب الأصيل فرصة صقل مواهبهم داخل مدرسة للتأطير والتكوين. اختتام موسم 2019 تميز بتنظيم سهرة طربية شارك فيها كل من الفنانة أمل عبد القادر التي غنت أغاني( ياوابور) للموسيقار محمد عبد الوهاب و(أمل حياتي) و(أروح لمين) لسيدة الطرب العربي أم كلثوم، فيما أدت المطربة الصاعدة سعيدة بنياز مقطوعات طربية جد صعبة، واختتم المطرب الراقي فؤاد الزبادي بإمتاع الحاضرين بأدائه لأغاني لاقت استحسان الحاضرين.