بحوالي 1800 صوت حمل إبراهيم غالي شارة النصر رئيسا على البوليساريو ومتوهما قيادة «شعب صحراوي»، لم يسلم من معارضة جزء ممن حضر معه مؤتمر إنتاج أوهام جديدة وعلى رأسها تنظيم انتخابات في «أراض محررة»، وبيانات نارية تتمرد على قرارات مجلس الأمن الدولي، ودوخة في إبقاء خيام المؤتمر معلقة في انتظار تعليمات قادمة من الجزائر. الوهم الأول الذي تبدد أمام أعين الجميع هو الديمقراطية والتمثيلية، فمنتدى فورستاين المعارض قال إن غالي لم ينجح سوى ب1808 أصوات من أصل 2101 مؤتمر، واصفا انتخابات البوليساريو بكونها "مزورة ومحسومة"، وتساءل المنتدى في بيان «عن أي انتخابات وأي مؤتمر تتحدثون؟ أين مقومات الدولة والسيادة؟»، وكتبت الجريدة الجزائرية «الجزائر تايمز قائلة «ففي تجسيد جديد للديكتاتورية جبهة البوليساريو تعلن عن اسم إبراهيم غالي أمينا عاما بعد اكتمال فرز أصوات المؤتمرين فيما يخص منصب "أمانة" جبهة البوليساريو». مظاهر التجسيد العملي للدكتاورية أن المؤتمرين لم يحددوا مدة ولاية إبراهيم غالي ك"أمين عام"، في تجسيد جديد للديكتاتورية في مخيمات تندوف، وضرب جديد لكل مبادئ الديمقراطية، وأعلنت لجنة الانتخابات بمؤتمر جبهة البوليسايو الخامس عشر المنظم بتفاريتي، عن أسماء أربعة قياديين اجتازوا المرحلة الأولى من انتخاب أعضاء "أمانتها" بنسب مئوية تجاوزت 51 في المائة. وكان فوز الأسماء الأربعة معروفا سلفا بحكم حساسية مناصبهم داخل جبهة البوليساريو، على غرار أبي بشرايا البشير الذي يشغل تمثيلية جبهة البوليساريو في فرنسا التي تتهمها بعرقلة المسار الأممي لملف الصحراء ودعم المغرب، وخطري ادوه، الذي يشغل رئاسة "البرلمان" ورئيس وفدها المفاوض، ثم عبد القادر الطالب عمر ممثلها لدى الجزائر والمسؤول عن التنسيق معها، فضلا عن امحمد خداد المسؤول عن لجنة الخارجية والمكلف بالتنسيق مع "المينورسو". الوهم الثاني يتعلق بمقررات المؤتمر التي حاولت الركوب على الحماس لبيع الأوهام، ومنها مصادقة مؤتمرها على مقترح نقل ما تسميه ب"مقرات السيادة" إلى المناطق العازلة. وتعتبر الجبهة الانفصالية المصادقة على هذا المقترح، الذي تقدم به إبراهيم غالي، هو بمثابة بداية "مرحلة جديدة نحو خيار العودة إلى الكفاح المسلح" بعد الهزائم المتتالية التي لحقت بها على كافة المستويات. وسخر العديد من الحاضرين في المؤتمر من هكذا قرارات، واعتبروا أن الدفعة الجديدة من بيع الأوهام انطلقت، ومنها وهم إقامة المؤتمر في أراض «محررة»، والذي تم تكذيبه من قبل الأممالمتحدة حتى قبل نهاية أشغاله. ففي تكذيب رسمي، نفى الناطق الرسمي باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، صحة ما قامت جبهة البوليساريو بالترويج له بكونها نظمت مؤتمرها بالمنطقة العازلة. وقال «دوجاريك»، في تصريح صحافي بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، إن عناصر عسكرية تابعة للأمم المتحدة بمنطقة تيفاريتي لا يعكس أي موقف سياسي للأمم المتحدة، حيث قامت العناصر بزيارة مكان تنظيم البوليساريو لمؤتمرها، وتبين أنه فوق التراب الجزائري، ولا يتعلق الأمر بالمنطقة العازلة كما تناقلت أبواب البوليساريو. وأوقع الإعلام الجزائري في سقطة مهنية مقيتة بعدما ردد نفس الأسطوانة المشروخة.