مايزيد عن 500طالب ينتمون إلى 52 دولة إفريقية يجتمعون بالرباط في إطار الدورة الثامنة لقمة طلبة وشباب إفريقيا مابين 20و23 دجنبر 2019. وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي أعطى الانطلاقة لأشغال القمة، التي يشارك فيها أزيد من 1000مشارك في مقدمتهم وزراء ومسؤولون دبلوماسيون من إفريقيا وخاصة من السينغال، وغانا، و غامبيا، ومويتانيا، وجزر القمر، (وزير الشؤون الخارجية المغربي) شدد على أن مستقبل القارة بأيدي شبابها وخاصة نخبتها الشابة . وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، الجمعة 20 دجنبر 2019، قال ناصر بوريطة إن القمة الثامنة لطلبة وشباب إفريقيا، التي تُعقد تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، " هي تجمع لأجل المستقبل، مستقبل إفريقيا". وحث بوريطة الشباب المشاركين في القمة، والتي هي أكبر تجمع للطلاب والشباب على المستوى القاري، بالانخراط بقوة وفاعلية في صنع ازدهار إفريقيا وتملك مستقبل القارة. وفي هذا السياق، لفت بوريطة لأهمية العنوان الموضوعاتي، التي تم اختياره للقمة، " مستقبل إفريقيا: تحديات وآفاق الشباب"، إذ اعتبر أنها التيمة، التي تتقاطع و "الأولويات المتضمنة في الرؤية الملكية في ما يهم علاقة المغرب بقارته الأصل إفريقيا". كذلك، لفت بوريطة إلى رمزية احتضان حرم الجامعة الدولية بالرباط لأشغال القمة، حيث قال إن الجامعة ينتسب إليها طلاب منحدرين من 70دولة إفريقية، وتشكل بذلك "فضاء للتناغم والاحترام والتبادل وفضاء لخلق الجسور والروابط وتعايش الثقافات وروابط الصداقة الدائمة". وأكد بوريطة على أن تنظيم القمة بالمغرب، استجابة لطلب "اتحاد كل طلبة إفريقيا" (آل أفريكا ستودنتس يونيونAll Africa Students Union)، يعزز " ريادة المغرب من خلال مبادرات الملك محمد السادس في دعم إفريقيا والشباب"، وهي "الريادة الموحدة، التي تتجسد مبادرات ملموسة وواقعية تعكس الالتزام المغرب اتجاه شباب إفريقيا، وريادة محتضنة ومستوعبة للشباب تنبثق من واقع التحديات وصلب الرهانات ولكن أيضا مستشرفة للآفاق والإمكانيات". وزاد بوريطة مؤكدا على ضرورة الاستعجال في الاستغلال الأمثل للفرصة الديمغرافية، التي تعرفها القارة الإفريقية، التي تعد في الوقت الراهن من أكثر القارات شبابا. وذكر بوريطة، في هذا الصدد أنه في أفق 2050، حوالي 400 مليون إفريقي ستتراوح أعمارهم بين 15و 24 سنة وهو ما "يفرض بشكل استعجالي التوجه نحو الاستغلال الأمثل لهذه الفرصة الديمغرافية الاسثنائية لفائدة ازدهار إفريقيا ". وشدد بوريطة على ضرورة أن يشكل التعليم والتكوين والتشغيل أسس التعاون بين دول إفريقيا بما يتيح إحداث فرص الشغل ل30مليون شاب في سن النشاط، الذين سيلجون سنويا بداية من العشرية المقبلة سوق الشغل الإفريقي. وقال بوريطة إنها التحديات الأساس، التي تفرض الانخراط والتعاون بين القطاعات المعنية من عام وخاص وأبناك وقطاعات المال لدعم بشكل خاص التمكين الاقتصادي للشباب وتيسير ولوجه إلى التمويل لتحقيق التشغيل الذاتي، وكذا تمكينه السياسي بما يتيح له تحمل المسؤوليات السياسية . ونبه بوريطة إلى أن الشباب الإفريقي، وخاصة النخبة المتعلمة، عليها أن تشتغل على ازدهار افريقيا من خلال إبداع الحلول وابتكار سبل الاستفادة من الفرص والإمكانات الواعدة للقارة وتتملك آليات إنتاج الثروة. ودعا بوريطة الشباب الإفريقي المتعلم، بوصفه يشكل نسبة 60في المائة من الأدمغة والقوة الحية بالقارة، إلى الاشتغال لفائدة بلدانهم وقارتهم، ويكونوا محرك تحول جذري مع الثقة في المستقبل وخلق الآفاق الواعدة والأخذ بعين الاعتبار التحديات والصعوبات من قبيل التفاوتات والبطالة والهشاشة والفقر.. وقال بوريطة، في هذا الصدد بضرورة إعادة التفكير في تنمية إفريقيا وصنع ازدهارها، الذي أكد أنه رهين إيجاد الحلول الخاصة النابعة من التحديات والصعوبات مع الاعتماد على الذات في إيجاد الحلول المناسبة والمبتكرة المنبثقة من صميم الواقع الإفريقي. وستعرف القمة الثامنة لطلبة وشباب إفريقيا، التي يعول عليها بلورة توصيات جديدة ومبادرات للإسهام في تنمية إفريقيا، الإطلاق الرسمي للمنصة الرقمية "موروكو ألومني"(Morroco Alumni)، التي تُشرف عليها الوكالة المغربية للتعاون الدولي بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية المغربية. وستتيح هذه المنصة الرقمية للشباب والطلبة الأفارقة فضاء تفاعليا للتبادل وتقدم خدمات قوية ذات قيمة مضافة تهدف إلى تجميع واستقطاب الطلبة الأجانب خريجي الجامعة ومؤسسات التكوين المغربيين. وفي إطار التعاون الإفريقي، الذي تُشرف عليه الوكالة المغربية للتعاون الدولي، فإن آلاف الطلبة من 47 دولة إفريقية استفادوا من الدراسة بالمغرب. إذ درس أزيد من 90 في المائة منهم بالجامعات ومؤسسات التكوين واستفادوا من المنح التي يقدمها المغرب . ووبرسم الموسم الجامعي 2018-2019، يتابع 12ألف طالب أفريقي من أصل 14 ألف طالب أجنبي بالمغرب، دراساتهم في إطار التعاون، فيما استفاد من التكوين أزيد من 5 آلاف إطار في القطاع العام بالعديد من الدول الإفريقية. ويشكل تكوين الشباب أولوية للتعاون جنوب - جنوب، الذي تشرف عليه الوكالة المغربية للتعاون الدولي، في إطار تعاون تضامني وفعال موجه للشباب يتأسس على التبادل وتقاسم التجارب والمهارات في قطاعات تتناسب وسوق الشغل من قبيل الكهربة، والفلاحة، والصحة، والسياحة، والبنيات التحتية...