تم أول أمس الثلاثاء، بالرباط، التوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، والمكتب الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات بهدف إنشاء إطار للتعاون بين هذه الأطراف ومواصلة تطوير محاور التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. التوقيع تم بحضور عزيز رياح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، ومصطفى التراب الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط. ويندرج اتفاق الشراكة هذا أيضًا في سياق الإجراءات التي تم تنفيذها بموجب اتفاقيات الشراكة السابقة بين الوزارة والمكتب، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسستين، لا سيما في مجالات التكوين والبحث والتنمية المستدامة. ففي مجال التعليم والتكوين والبحث، اتفق الطرفان على إنشاء دينامية جديدة للتعاون، بالاعتماد على جامعة محمد السادس متعددة التخصصات وكذا مختلف مؤسسات التكوين والبحث المعنية وذلك بهدف تطوير مقاربة جديدة وتشاركية للتعليم والتكوين في مختلف المجالات، لا سيما في مجال المعادن والصناعة المعدنية ؛ كما يروم الاتفاق تشجيع البحث العلمي والتقني في هذه المجالات، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية ؛ مع إشراك مختلف الجهات الفاعلة في قطاع المعادن على المستوى الوطني . وسيتم طرح برنامج عمل في هذا الاتجاه على أساس الشراكات بين جامعة محمد السادس ومؤسسات التكوين المعنية. وتعتبر التنمية المستدامة أيضًا عنصرا أساسيا في اتفاقية الشراكة هذه التي تعتزم الوزارة والمكتب من خلالها الجمع بين الجهود والكفاءات والخبرات من أجل إنشاء برنامج متكامل لحماية البيئة والتنمية المستدامة. ويهدف هذا البرنامج بشكل خاص إلى تعزيز نهج "الاقتصاد الدائري"، والمساهمة في إشراك المجتمع المدني وتنزيل الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة. كما يتوخى الطرفان أيضًا العمل من أجل تطوير الطاقات المتجددة والحفاظ على الموارد المائية من أجل تمكين المكتب الشريف للفوسفاط من تحقيق أهدافه المتمثلة في توفير الكهرباء النظيفة بنسبة 100٪ والمياه غير التقليدية بنسبة 100٪ (تحلية المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي) في أفق 2028. وبمناسبة هذا الاجتماع، تم توقيع اتفاقية خاصة بين الوزارة والمكتب وجامعة محمد السادس، الغرض منها إنشاء وتطوير مركز التميز الأفريقي للمناجم (CEAM) . وسيلعب مركز التميز دوراً رئيسياً في التكوين والبحث والتطوير في القطاع المعدني على صعيد المغرب وإفريقيا. وسيتم إنشاؤه على مستوى جامعة محمد السادس، حيث تبلغ مساحته 10000 متر مربع، وسيتم تجهيزه بالعديد من المنصات التقنية (مكتبة الخرائط، والتضاريس الأرضية، الجيوفيزياء، المعادن والمعالجة، والرقمنة، .... ). ولتحقيق أهدافه، سيعتمد المركز على "المنجم التجريبي" لبنجرير وكذا على المختبرات والأقسام الأخرى في جامعة محمد السادس، كما سينشئ جسور تعاون مع الجامعات والمدارس المغربية والإفريقية.