تم، يوم الخميس الماضي، خلال منتدى من أجل تنمية إفريقيا تحتضنه أديس أبابا ما بين 22 و25 أكتوبر الجاري، تقديم تجربة المكتب الشريف للفوسفاط المتعلقة بأشكال التعاون البديلة في مجال استغلال وتثمين الموارد المعدنية. وأشار الأستاذ الباحث المهدي العمراني سهلي، في عرض تقديمي خلال الجلسة العامة للمنتدى الذي انكب على بحث موضوع «تدبير وتعبئة الموارد الطبيعية في خدمة تنمية إفريقيا»، إلى أنه في مواجهة تقلبات السوق، واحتكاره من قبل الأقلية، والاحتياجات المتزايدة لبلدان الجنوب التي اعتمدت سياسة الإصلاح الزراعي، طور المكتب الشريف للفوسفاط، منذ ثمانينيات القرن الماضي، مع البلدان التي تستخدم الأسمدة ومشتقات الفوسفاط، أوجه تعاون مثمر من خلال إنشاء مقاولات مشتركة في المغرب تستهدف تثمين الموارد المعدنية وإنتاج الأسمدة الموجهة لتلك البلدان، موضحا أن هذا التعاون الذي شمل، إلى جانب بلدان أخرى، الهند وباكستان، وسيشمل قريبا البرازيل وأندونيسيا. وسجل الخبير الاقتصادي المغربي أن الأمر يتعلق بالتعاون بين بلدان الجنوب - جنوب التي تقدم حلولا بديلة عن النموذج السائد في إفريقيا والذي يقتصر على استغلال الشركات الأجنبية للموارد المعدنية دون أي قيمة مضافة بالنسبة إلى البلدان المنتجة والبلدان المستخدمة. وتمثل، في رأيه، تجربة المكتب الشريف للفوسفاط العديد من المزايا التي لا تقتصر على استخراج وبيع المعدن الخام، وإنما تتعداه إلى تطوير تعاون وثيق وعلى المدى البعيد مع البلدان المستخدمة للفوسفاط، وذلك عن طريق تثمين هذا المعدن في إطار الشركات المختلطة. وفي ما يتعلق بالفوائد التي تجنيها مجتمعات وساكنة الأحواض المعدنية، قال العمراني السهلي إن المكتب الشريف للفوسفاط اعتمد سياسة مندمجة على مستوى التشغيل والتكوين والمساعدة الاجتماعية، وذلك بتشاور مع الجماعات المحلية وممثلي النقابات. وأضاف أنه في إطار سياسته من أجل تثمين وإعادة تأهيل المواقع التي لم تعد تستغل، شرع المكتب في توزيع الأراضي على عائلات عمال المناجم لزراعة المنتجات المخصصة للتصدير أو لسد احتياجات السكان المحليين، موضحا أن إعادة تأهيل المواقع القديمة يهدف إلى حماية البيئة وتثمين المناطق. يشار إلى أن هذا المنتدى، الذي تنظمه (لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا) و(البنك الإفريقي للتنمية) و(مفوضية الاتحاد الإفريقي)، يمثل إطارا متعدد الأطراف للنقاش، وذلك بهدف إطلاق العمل باستراتيجيات ملموسة لتنمية القارة.