أقدم باشا خنيفرة، صباح أمس الاثنين، على طرد ياسين حجام، رئيس جمعية أغورا للإبداع، من قاعة الاجتماعات بمقر العمالة التي كانت تستعد لاحتضان يوم دراسي تم تنظيمه بشراكة بين المجلسين الإقليمي و البلدي في موضوع "الثقافة رافعة للتنمية بالإقليم". و لم يجد الباشا حرجا في استعراض عضلاته أمام فاعلين ثقافيين و إعلاميين تم انتقاؤهم بعناية لتأثيث النشاط الرسمي، بدليل ان رجل السلطة المذكور خاطب رئيس اغورا بالقول: "لم نستدعكم.. عليك مغادرة القاعة الآن"... عبارة يبدو أنها لم تُرْضِ غروره فعاد و صرخ في وجه حجام: "يالله اسيدي أخرج فحالك..ماعيطناش ليك..اخرج!".. متلذذا على ما يبدو بلعب دور الرجل القوي أمام قبيلة المثقفين و الإعلاميين الذين اكتفوا بمتابعة المشهد السوريالي في صمت دون أن يتجرأ أي منهم على التدخل، ليُضيع بذلك من حضروا اليوم الدراسي فرصة لحسم و فصل المقال في ما بين المثقف و السلطة من انفصال. علما ان واقعة ياسين حجام لم و لن تكون الاخيرة في معركة كسر العظام التي تخوضها السلطة المحلية ضد الجمعيات و ممثلي المنابر الإعلامية الرافضين للدخول تحت خيمتها، إذ سبق ذلك وضع العمالة لقائمة سوداء ضمت أسماء إعلاميين غير المرغوب بهم، من بينهم ممثل "الاحداث المغربية" بخنيفرة الذي صدرت تعليمات بمنعه من حضور الأنشطة التي تنظمها العمالة أو تكون شريكة بتنظيمها. وكانت المعركة بالنيابة التي يشنها باشا خنيفرة على الجمعيات المحلية قد عرفت، مؤخرا، تصعيدا خطيرا تميز على الخصوص بإصداره قرارا يقضي بمنع جمعية أمغار للثقافة والتنمية من تقديم دروس في اللغة الأمازيغية كما دأبت على ذلك منذ ما يقرب من عشر سنوات، معللا قرار الحظر بوجوب الحصول على ترخيص مسبق من وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة أو التنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، و ذاك رغم علم رجل السلطة المذكور أن جمعيات المجتمع المدني لا تربطها أية علاقة بهذه المؤسسات ولا تشتغل تحت وصايتها..