تواصلت لليوم الثاني على التوالي السبت 30 نونبر الجاري فعاليات النسخة الأولى من ملتقى الفن والأدب المنظم من طرف المديرية الاقليمية للثقافة والشباب والرياضة –قطاع الثقافة- بالصويرة، حيث تم الاحتفاء في الجلسة العلمية الصباحية التي احتضنتها دار الصويري بالمنجز الروائي "الحجر والبركة" للكاتب عبد الرحيم جيران المتوج مؤخرا بجائزة كتاب المغرب 2019، صدرت له روايتي "كرة الثلج" و"لعبة البيلياردو" . كما كتب في مجال القصة القصيرة من خلال مجموعته القصصية "ليلة غرناطة" وفي الكتابة الشعرية "سيرة شرفة"، إلى جانب مجموعة من الدراسات النقدية ك"علبة السرد" و"النظرية السردية" و"إدانة الأدب". إمعانا في كشف العوالم السردية لرواية "الحجر والبركة" المتوجة مؤخرا بجائزة كتاب المغرب، انبرى كل من القاص "حسن الرموتي" والناقد "عبد اللطيف محفوظ" في قراءتهما لاجتراح المتن الروائي وما يُضمره من قوالب سردية مترابطة تحيل أحداث الرواية إلى مشاهد ذهنية تقود القارئ ليلامس رؤية مغايرة لواقع معيشي مُركب يحتمل الشيء ونقيضه. كما تم الوقوف على مضمون الرسائل القيمية التي يزخر بها المتن الروائي ودلالاته الرمزية التي تجعل من السيرة الفردية للشخوص سيرة ذهنية جماعية لجيل بأكمله بمنجزاته وإخفاقاته، وتثمينا للتجربة الابداعية للكاتب والروائي عبد الرحيم جيران سلمت له المديرة الاقليمية للثقافة بالصويرة تذكارا رمزيا في مبادرة يُراد بها تشجيع المبدعين والمثقفين لطرق أبواب التميز. مساء اليوم ذاته قص شريط افتتاح معرض الفن التشكيلي للفنان "صلاح بنجكان" تحت عنوان "مفرد بصيغة الجمع" وسط حضور نوعي لنخبة من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالشأن الفني الذين واكبوا مباشرة بعد ذلك الندوة العلمية الثالثة حول تيمة "التشكيل والشعر" التي تخللتها مداخلتين عميقتين لكل من الشاعر "صلاح بوسريف" والناقد ابراهيم أولحيان" الذين قاربا التقاطعات الابداعية لكل من الفنان التشكيلي والشاعر، وما تتيحه من دلالات وأبعاد جمالية، يتحول معها وحي القصيد ووحي الريشة إلى سمفونية إبداعية تتجاوز حدود الملموس لتنفذ عميقا إلى عوالم حسية لا متناهية. أسدل الستار عن الأمسية الختامية بحفل موسيقي باذخ أحيته الفنانة صباح زيداني بمصاحبة على آلة العود للفنان خالد بدوي بترانيم إيقاعية وصوتية تزاوج بين الكلمة الدالة والايقاع الدافئ، وتضرب المديرية الاقليمية للثقافة بالصويرة موعدا لتنظيم النسخة الثانية من ملتقى الفن والأدب السنة القادمة لإذكاء الوعي الابداعي وترسيخ المكانة الاعتبارية لمدينة الصويرة كوجهة للتقاطعات الفنية والأدبية.