بعد جولات التحرك التي تزامنت مع انعقاد دورة مجلس الأمن الأخيرة حول الصحراء، والتي زار خلالها ناصر بوريطة كلا من واشنطنولندن والتقى المسؤولين البريطانيين والأمريكيين والروس، وأجرى مكالمة مهمة مع سيرجي لافروف، وزير الخاجية الروسي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء الأخير بواشنطن، أنه سيقوم، مطلع دجنبر القادم، بزيارة للمغرب «أحد أقوى شركاء الولاياتالمتحدة في المنطقة». تحركات الدبلوماسية المغربية تأتي بعد قرار مجلس الأمن الأخير، الذي دعا للتسريع بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ودعوة الأطراف إلى المساهمة في إيجاد الحل لسياسي الدائم والواقعي، وهو ما خلف استياء خصوم المغرب. مايك بومبيو، قال في مؤتمر صحفي: «أتطلع إلى استعراض الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية بين بلدينا ومناقشة مجالات التعاون المستقبلية». وأضاف رئيس الدبلوماسية الأمريكية أن زيارته للمغرب ستتم عقب قمة رؤساء دول وحكومات حلف «الناتو» المرتقبة يومي 3 و4 دجنبر 2019 في لندن، والتي سيشارك فيها إلى جانب الرئيس دونالد ترامب. وتعكس تصريحات مايك بومبيو استمرار الولاياتالمتحدة في دعم المغرب والإشادة بدوره في المنطقة. وكان وزير الخارجية الأمريكي قد ترأس، الشهر الماضي، بواشنطن إلى جانب نظيره المغربي، ناصر بوريطة، الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي المغرب – الولاياتالمتحدة، وأبرز الدور القيادي للملك محمد السادس في مجال «الدفع بأجندة إصلاح جريئة وبعيدة المدى خلال العقدين الماضيين». وأعربت الولاياتالمتحدة، في البيان المشترك الذي توج أشغال هذه الدورة، عن تقديرها «للدعم القيم والموصول الذي يقدمه جلالة الملك في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل السلام في الشرق الأوسط، والاستقرار والتنمية في إفريقيا، وكذلك الأمن الإقليمي». وجدد البلدان، أيضا، التزامهما ب«توطيد الشراكة الاقتصادية وتطوير طرق مبتكرة للاستفادة على نحو أمثل من اتفاق التبادل الحر المبرم بينهما». كما أكد الطرفان بومبيو وبوريطة التزامهما بالعلاقات العريقة القائمة بين الولاياتالمتحدة والمغرب، والتي يعود تاريخها إلى معاهدة السلام والصداقة المبرمة سنة 2017. كما تطرقا لقضية الصحراء.. من جهة ثانية، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء الأخير، مباحثات هاتفيه، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، بحثا خلالها العلاقات الثنائية. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية بأن روسيا جددت التأكيد، خلال هذه المحادثات، على استعدادها لتعميق الحوار السياسي مع المغرب لتسوية قضية الصحراء المغربية، وبشأن قضايا رئيسية ذات طابع دولي وإقليمي، مضيفا أن الوزيرين بحثا الإجراءات الرامية إلى تطوير العلاقات الثنائية، وكذا عقد اللجنة الحكومية المشتركة القادمة في موسكو. تحركات الدبلوماسية تأتي في سياق إقليمي متحرك حيث تعيش الجزائر على إيقاع انتخابات رئاسية يرفضها الشارع الذي يواصل حراكه الطويل، فيما تعيش منطقة الساحل تحديات أمنية كبيرة بعد الهجوم الدموي في الصومال، وظهور تحركات قوية لتنظيمات إرهابية، دفعت الولاياتالمتحدة إلى الإعلان عن طلب رأس قيادي متحدر من البوليساريو مقابل ملايين الدولارات. روسيا، من جهتها تحاول وضع قدمها في القارة بعد القمة الإفريقية الروسية، التي عقدت الشهر الماضي، والتي انتهت لاتفاقات مهمة بين عدد من البلدان الإفريقية، وفي هذه الصورة يوجد المغرب فاعلا قويا سواء على صعيد العلاقة التقليدية مع الشريك الأمريكي، أو من خلال تنويع الشراكات مع روسيا داخل القارة.