أكد وزير الأوقاف والشوون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس يسهر على حفظ دين الأمة وفق نموذج يتيح تأطيرا دينيا يستجيب لحاجيات المؤمنين. وأوضح التوفيق، في عرض حول التقرير السنوي لحصيلة أنشطة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، ومبادرات النهوض بالشأن الديني، قدمه بين يدي جلالة الملك خلال الحفل الديني الذي ترأسه جلالته السبت بالقصر الملكي بمراكش، إحياء لليلة المولد النبوي الشريف، أن جلالة الملك أطلق مجموعة من المبادرات الرامية إلى الحفاظ على تقاليد الأمة في التعلق بالقرآن الكريم وبحديث الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام. وأكد التوفيق في هذا الإطار، أن نصف مليون شخص من الذكور والإناث أقبلوا على حفظ القرآن في 14 ألفا من الكتاتيب القرآنية، مشيرا إلى أن العناية الملكية السامية تتجسد خصوصا في تأهيل الكتاتيب في مجال طرق تلقين القرآن الكريم وتشجيع تجويده وتفسير آياته بالجوائز المحمدية، بالإضافة إلى نشر مليون نسخة من المصحف المحمدي وإحياء الطريقة المغربية الأصيلة في علم القراءات. وفي باب العناية الملكية السامية بالحديث الشريف، أبرز السيد التوفيق أن هذه السنة تميزت بتواصل تنفيذ برنامج "الدروس الحديثية" لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، الموجهة إلى توعية الناس بكيفية التمييز في الحديث بين الصحيح والموضوع منه. وأضاف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في هذا الصدد أن نسخة موطأ "الإمام مالك" التي أمر أمير المؤمنين المجلس العلمي الأعلى بتحقيقها سنة 2004 والتي قدمت لجلالته سنة 2013، قد تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية بتعاون بين المجلس العلمي الأعلى وجامعة الأخوين، مشيرا إلى أن هذا النسخة الإنجليزية ستصدر قريبا ضمن منشورات جامعة هارفارد. من جهة أخرى، أكد السيد التوفيق أن العلماء يضطلعون بدور هام في التبليغ والإرشاد، وإعادة تنظيم الكراسي العلمية ومواصلة تأهيل الأئمة ضمن برنامج "ميثاق العلماء"، مشيرا إلى أن المجلس العلمي الأعلى وضع دليلا إرشاديا لتوحيد عمل العلماء وعقلنته جهويا ومحليا. وفي موضوع نشاط لجنة المالية التشاركية للمجلس العلمي الأعلى، أكد الوزير أن هذه المؤسسة استكملت عناصرها الثلاثة المتمثلة في الأبناك والصكوك والتأمينات، وأصدرت رأيها بخصوص الإجارة والإستصناع ودعم عمل البنوك بالاستثمار بالوكالة. وحول نشاط مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أبرز الوزير أن هذه المؤسسة تواصل إرساء دعائمها في البلدان االمنضوية تحتها، وأنها تطمح إلى تأهيل أئمة المساجد، لاسيما عبر تأطير بعض المتخرجين من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات الذين عادوا إلى بلدانهم. من جهة أخرى، سجل السيد التوفيق أنه في إطار العناية الملكية السامية بالقيمين الدينيين، تم صرف الدفعة الأولى من الرفع من المكافآت الشهرية، التي استفاد منها 52 ألف إمام، مبرزا أنه تم توسيع التغطية الصحية الشاملة لصالح القيمين الدينيين لتعم 265 ألفا من المنخرطين وذويهم. وقال الوزير إن تأطير القيمين الدينيين قد تعزز بتخرج الفوج الرابع عشر من معهد محمد السادس للأئمة المرشدين والمرشدات، مشيرا إلى أنه إلى جانب الطلبة المغاربة، يتابع 1070 من الطلبة والطالبات من تسعة بلدان أجنبية تكوينهم في هذا المعهد، ينضاف إليهم طلبة من كل من النيجر وتايلاند ورواندا. وفي موضوع العناية بالمساجد، أشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن الوزارة خصصت 861 مليون درهم لبناء مساجد جديدة، و300 مليون درهم لإصلاح المساجد المغلقة، بالإضافة إلى إشرافها على ترميم عشرة مساجد تاريخية، وتقديم إعانات لبناء مساجد جديدة لعدد من الجماعات والجمعيات. أما بخصوص التعليم العتيق، فأكد السيد التوفيق أن الوزارة تحرص على دعم التأهيل المستمر له، مشيرا على سبيل المثال، إلى إصدار كتب المقررات الشرعية الجديدة. كما ذكر بهذه المناسبة ببرنامج محو الأمية بالمساجد الذي هم خلال السنة الماضية 300 ألف مستفيدا.