أفاد مصدر مقرب من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو الأربعاء، أن الأخير يعتزم زيارة إيران لمتابعة مسألة السماح للنساء بالحضور في المدرجات خلال المباريات، وهي قضية أثارت جدلا واسعا في الآونة الأخيرة. وأشار المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه الى أن إنفانتينو ينوي القيام بهذه الزيارة "قريبا" من دون تحديد موعد لذلك، على أن يكون هدفها الأساسي حضور مباراة محلية يسمح فيها للنساء بالمتابعة من المدرجات. وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن رئيس الفيفا أبلغ طهران بذلك من خلال رسالة بعث بها مؤخرا الى الاتحاد الإيراني للعبة، وأبدى فيها رغبته بالجلوس في المدرجات على مقربة من المشجعات. وشدد مصدر آخر قريب من الملف على أن الاتحاد الدولي يرغب أيضا في عدم "التراجع" في مسألة السماح للنساء بحضور المباريات، وأن يشمل ذلك مباريات المسابقات المحلية، كما مباريات المنتخب الوطني. وشهدت مباراة إيران وكمبوديا ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر وكأس آسيا 2023 في الصين، والتي أقيمت في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حضور نحو 3500 مشجعة في مدرجات ملعب آزادي في العاصمة الإيرانية. وكانت هذه المرة الأولى التي يسمح فيها للمشجعات بدخول المدرجات من دون قيود، بعد عقود من منع سلطات الجمهورية الإسلامية لهن بذلك. وتواجدت النساء في منطقة مخصصة لهن بحماية 150 من عناصر الشرطة الإناث، في الملعب الذي تقارب طاقته الاستيعابية نحو 100 ألف متفرج، والذي بقيت الغالبية العظمى من مدرجاته خالية من المتفرجين. ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، يحظر على النساء دخول الملاعب في إيران، حيث اعتبر بعض رجال الدين أنه يجب حمايتهن من "الأجواء الذكورية" ومن "رؤية رجال متخففين من بعض لباسهم". لكن السلطات سمحت للأجنبيات بدخول الملاعب في مراحل سابقة. كما دخلت نساء إيرانيات الملاعب بشكل متقطع، إما لمناسبات استثنائية، أو بطريقة متخفية لتفادي التعرض لعقوبات من السلطات المحلية. وأتت خطوة السماح للنساء الشهر الماضي، بعد جدل واسع في إيران على خلفية هذه المسألة، إثر إقدام المشجعة الثلاثينية سحر خضيري مطلع سبتمبر على الانتحار بحرق نفسها أمام مدخل محكمة في طهران، بعدما تناهى الى مسامعها أنه سيتم سجنها ستة أشهر لمحاولتها الدخول متنكرة بزي رجل لحضور مباراة لفريق استقلال طهران العام الماضي. ووصف الاتحاد الدولي حينها السماح للنساء بالحضور بأنه "خطوة إيجابية جدا الى الأمام"، مشددا على أنه يعول "على مستقبل يكون فيه بإمكان كل النساء الراغبات بحضور مباريات في كرة القدم في إيران... القيام بذلك بحرية، وفي محيط آمن". وشدد إنفانتينو والفيفا في حينه على أن هذه الخطوة يجب أن تقترن بالسماح للنساء أيضا بحضور المباريات المحلية وليس فقط الدولية.