أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو الإثنين أن "عين العالم" ستكون على إيران للتأكد من تنفيذ تعهدها بالسماح للنساء بدخول الملاعب لمتابعة مباريات الرجال الشهر المقبل. وضغط الاتحاد في الآونة الأخيرة على السلطات الكروية في الجمهورية الإسلامية، للسماح بدخول النساء. كما زار وفد منه طهران الأسبوع الماضي، وذلك بعد حادثة انتحار مشجعة أثارت ضجة في البلاد. وقال إنفانتينو في ختام الحفل السنوي لتوزيع جوائز الفيفا الذي أقيم في مدينة ميلانو الإيطالية "ثمة كرة قدم للنساء في إيران وثمة مشكلة أيضا هي أن النساء لا يسمح لهن الذهاب لمشاهدة مباريات كرة القدم للرجال". أضاف "تلقينا ضمانات (...) من السلطات الكروية في إيران أن هذا الأمر سيتغير، وسيتغير بدءا من المباراة المقبلة في تصفيات كأس العالم"، أي لقاء "تيم ميلي" ضد كمبوديا في 10أكتوبر. وتابع "عين العالم ستكون على إيران، والعالم يتطلع لرؤية النساء يدخلن لمشاهدة مباريات كرة القدم في إيران". وكان رئيس الفيفا قد أكد في تصريحات الأحد أن السلطة الكروية الأعلى عالميا، تلقت "ضمانات" من السلطات الإيرانية أنه "واعتبارا من المباراة الدولية المقبلة لإيران، سيسمح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم". وتابع "علينا السماح للنساء بالحضور، علينا أن ندفع من أجل ذلك باحترام لكن أيضا بطريقة قوية ضاغطة، ولا يمكننا أن ننتظر أكثر". ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، يحظر على النساء دخول الملاعب في إيران، حيث اعتبر بعض رجال الدين أنه يجب حمايتهن من "الأجواء الذكورية" ومن "رؤية رجال متخففين من بعض لباسهم". لكن السلطات سمحت للأجنبيات بدخول الملاعب في مراحل سابقة. وجدد الفيفا الأحد موقفه "الحازم والواضح" بضرورة السماح للنساء "دخول مباريات كرة القدم بحرية"، مؤكدا عقد "محادثات مثمرة" في طهران. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" قد أشارت الأسبوع الماضي الى أن المسؤولين أكدوا للوفد إجراء تغييرات للسماح للسيدات "رسميا" لحضور مواجهة كمبوديا الشهر المقبل. وتابعت نساء إيرانيات "للمرة الأولى في 40 عاما" من المدرجات إياب نهائي مسابقة دوري أبطال آسيا في 10 نوفمبر الماضي في طهران بين برسيبوليس الإيراني وكاشيما أنتلرز الياباني، لكن لم يسمح لهن حضور المباراة الودية بين إيران وسوريا في يونيو الفائت. وبينما تمكنت نساء من متابعة مباريات دولية في مناسبات سابقة، عانت أخريات من ملاحقة قانونية على خلفية القيام بذلك. وفي أبرز الأحداث التي أثارت جدلا في هذه المسألة، أقدمت المشجعة الثلاثينية سحر خضيري مطلع شتنبر على الانتحار بحرق نفسها أمام مدخل محكمة في طهران، بعدما تناهى الى مسامعها أنه سيتم سجنها ستة أشهر لمحاولتها الدخول متنكرة بزي رجل من أجل حضور مباراة فريق استقلال طهران العام الماضي. لكن موقع ميزان أونلاين القضائي قال أنه لم يصدر أي حكم بحق المرأة. فيما قال والد سحر التي يطلق عليها اسم "الفتاة الزرقاء" بسبب ألوان فريق استقلال، لوكالة مهر الاخبارية "ابنتي كانت تعاني اضطرابا عصبيا، وفي ذلك اليوم ثار غضبها وأهانت رجال الأمن وتشاجرت معهم". وذكر القضاء أنه تم اعتقال المرأة عندما حاولت دخول الملعب وواجهت اتهامات ب"انتهاك العفاف وإهانة" رجال الأمن. وأثارت وفاة سحر غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث دعا كثيرون الاتحاد الدولي إلى فرض حظر على إيران من المشاركة في المسابقات الدولية والمشجعين لمقاطعة المباريات.