أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد 3 نوفمبر 2019، بدء طرح أسهم شركة النفط العملاقة (أرامكو) للاكتتاب العام، وذلك بعد تأجيل هذه الخطوة عدة مرات. وقالت وكالة رويترز إن هيئة السوق المالية السعودية وافقت على طلب شركة أرامكو تسجيل وطرح أسهمها للاكتتاب العام، وأشارت الهيئة إلى أنه سيتم نشر نشرة الإصدار قبل موعد بداية الاكتتاب. وبيّنت الهيئة أن موافقتها على طلب أرامكو نافذة لفترة 6 أشهر من تاريخ قرار الهيئة، وتعد الموافقة ملغاة في حال عدم اكتمال طرح وإدراج أسهم الشركة خلال هذه الفترة. وستتضمن نشرة الإصدار التي ستنشرها الهيئة، المعلومات والبيانات التي يحتاج المستثمر الاطلاع عليها قبل اتخاذ قرار الاستثمار من عدمه. وكشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، أمس السبت، نقلاً عن مصادر وصفتها ب «المطلعة»، أنَّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان «أعطى الضوء الأخضر للإعلان، اليوم الأحد 3 نوفمبر 2019، عن المرحلة الأولى من الطرح العام لشركة أرامكو». ولفترة طويلة من الزمن، تمسَّك ولي العهد بقيمة للشركة قدرها تريليونا دولار، إلا أن مصرفيين يقدّرون الرقم المنطقي لقيمة الشركة بما يتراوح بين 1.6 تريليون دولار و1.8 تريليون دولار، ومثّل ذلك سبباً رئيسياً في إرجاء طرح أسهم الشركات. ويرى مراقبون، أن الهجوم على أرامكو، منتصف سبتمبر الماضي، أدى إلى تنامي مخاوف ترافق المستثمرين العالميين في الملتقى إزاء قدرة المملكة على حماية واحد من أهم منشآت الطاقة العالمية. ووفقاً لمصادر الوكالة، فإن مسؤولين ومستشارين من أرامكو عقدوا اجتماعات اللحظات الأخيرة مع مستثمرين على مدى الأيام القليلة الماضية، في محاولة للوصول إلى تقييم أقرب ما يمكن إلى تريليوني دولار قبيل إطلاق طرح أسهم الشركة، كما عقدت الحكومة السعودية آخر اجتماعاتها مساء أمس الجمعة، لاتخاذ قرار بشأن المضي قدماً في الإدراج. وتدرس أرامكو زيادة أرباح العام المقبل، بنحو 5 مليارات دولار، لتصل إلى 80 مليار دولار، وذلك بهدف اجتذاب المستثمرين. ويتوقع أن تكون المرحلة الأولى من طرح أسهم أرامكو في بورصة الرياض، لحصة تتراوح بين 1 و2%، ثم يعقب ذلك طرح الشركة ببورصة عالمية في عام 2020 بإحدى البورصات العالمية، على أن يكون الطرحان المحلي والدولي على حصة إجمالية تبلغ 5% من قيمة أرامكو. وتسعى الرياض إلى أن يجمع الإدراج الأوّلي لأسهم أرامكو، ما بين 20 مليار و40 مليار دولار على الأقل. وإذا تجاوزت القيمة 25 مليار دولار فسوف يكون هذا هو أكبر طرح عام أوّلي على مستوى العالم، ويتجاوز الطرح العام الأولي لشركة علي بابا الصينية في عام 2014 والذي جمع 25 مليار دولار. ويُعد طرح أرامكو ركيزة الأساسية لخطة ولي العهد لإحداث تغيير شامل في الاقتصاد السعودي بتنويع منابعه بعيداً عن النفط، لكنه أُرجئ عدة مرات منذ الإعلان عنه أول مرة في 2016.