تحدى المتظاهرون اللبنانيون في انتفاضتهم، التي لا قائد لها سواهم، الأمطار الغزيرة وافترشوا الساحات، ونصبوا الخيم، مصرين على البقاء فيها حتى تحقيق المطالب. وصباح اليوم الجمعة، 25 أكتوبر قطع المحتجون الطرقات بين العاصمة والجنوب على أوتوستراد خلدة بالإطارات المشتعلة، وبين بيروت وجونية. ومساء الخميس، ساد توتر ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانيةبيروت، على إثر اختراق مجموعات حزبية، تابعة ل "حزب الله" وحركة أمل، صفوف المتظاهرين، ما أدى إلى حصول تدافع ومواجهات مع المحتجين، وسقوط عدد من الجرحى. وأفاد ناشطون بأن حزب الله أرسل شباناً إلى الساحة ليهتفوا "كلن يعني كلن، نصر الله أشرف منن"، في إشارة إلى الأمين العام ل "حزب الله" حسن نصر الله. وتدخلت القوى الأمنية اللبنانية إلى الساحة حيث عملت على ضبط الأجواء. وكانت احتجاجات مماثلة شهدتها محافظة النبطية جنوباً، حيث تظاهر عشرات الآلاف، وأصيب عدد من المتظاهرين أيضاً بجروح على إثر هجوم نفذته عناصر حزبية وأخرى من المجلس البلدي، وضرب المعتدون المتظاهرين بالعصي والحجارة. وستكون لأمين عام حزب الله كلمة يتناول فيها التطورات في لبنان عصر اليوم الجمعة.
وعلى الرغم من إقرار السلطات خطة إصلاح "جذرية" الإثنين، إلا أنها لم تتمكن من احتواء غضب الشارع الناقم على الطبقة السياسية وسوء ادارتها للأزمات الاقتصادية وفسادها وعجز الحكومات المتلاحقة عن تحسين البنى التحتية والخدمات الرئيسية. ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر تظاهرات حاشدة غير مسبوقة في تاريخ البلاد على خلفية قضايا معيشية ومطلبية، ولم تهدأ وتيرة التظاهرات، التي تنقلها غالبية القنوات التلفزيونية المحلية مباشرة على الهواء، على الرغم من إعلان الحريري سلسلة إجراءات أقرتها حكومته على عجل وتتضمن خفضاً بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعوداً بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها. وفي تغريدة، حذّرت منظمة العفو الدولية من أن "أي محاولة لإزاحة المحتجين بالقوة من قبل السلطات اللبنانية ستمثل انتهاكاً لحقهم في الاحتجاج السلمي".