لم يقبل متظاهرون لبنانيون، حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تبنَّتها الحكومة اللبنانية وأعلنها رئيسها سعد الحريري، وردوا عليها بالهتاف: “الشعب يريد إسقاط النظام”. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن المحتجين في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت، “يتحلَّقون حول مكبرات الصوت، للاستماع الى كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري مباشرة، وعند ذكر كل بند يهتفون: (ثورة) و (الشعب يريد إسقاط النظام) من جانبهم، ردَّ نشطاء الحراك على كلمة الحريري، بتأكيد “الإصرار على إسقاط المنظومة السياسية ”. وقالوا في تصريحات متفرقة لعدد منهم لوكالة الأناضول، إن “هذه الحكومة لا يمكنها تطبيق الإصلاحات” وكان الحريري وجه رسالة إلى المحتجين في الشوارع، قال فيها إن قرار وقف التظاهرات يعود لهم وحدهم، مضيفاً: “أنتم البوصلة وأنتم من حرَّك مجلس الوزراء”، وتعهَّد بعدم السماح بمساس المتظاهرين، وقال إنه يدعم حقهم في التظاهر السلمي. وتابع الحريري قائلاً: “ما فعلتموه كسر كل الحواجز وهزَّ جميع الأحزاب والتيارات وحاجز الولاء الطائفي الأعمى”، وأضاف: “لو كنت محل المتظاهرين لما منحت الساسة ثقتي”. وبعد انتهاء خطاب الحريري واصل المتظاهرون احتجاجاتهم الواسعة في أماكن متفرقة من لبنان، وجددوا مطالبهم بإسقاط الحكومة. وكان رئيس الوزراء، سعد الحريري، الذي يترأس حكومة ائتلافية غارقة في المنافسات الطائفية والسياسية، قد منح شركاءه في الحكومة مهلة 72 ساعة يوم الجمعة الماضي، للاتفاق على الإصلاحات، ملمحاً إلى أنه قد يعمد إلى الاستقالة إذا لم يتفقوا على الإصلاحات. ومن القرارات التي أقرتها الحكومة وذكرها الحريري: خفض رواتب النواب والوزراء إلى النصف؛ و مساهمة القطاع المصرفي ومصرف لبنان بخفض العجز 5.1 ترليون ليرة خلال 2020 ومن ضمنها زيادة الضريبة على أرباح المصارف، فضلا عن إعداد مشروع قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، إضافة إلى إلغاء وزارة الإعلام ومؤسسات عامة أخرى، و إعداد مشروع قانون لإنشاء هيئة مكافحة الفساد قبل نهاية هذا العام.