"ق... علي ...ق... علي ... واحيد راه تيستفزوا" كلمات خرجت من فم الأمين العام لحزب الكتاب، محمد نبيل بنعبدالله، تعكس بالقوة أن الكيل طفح عنده لما عمت الفوضى اجتماع اللجنة المركزية للحزب. نبيل بنعبدالله، عاش ساعات صعبة خلال أشغال اجتماع اللجنة المركزية، لكنه بدا مُتجاوزا وبلغ به الاستياء مبلغه وهو يعاين الرفاق يتشابكون بالأيدي أمام ناظريه مباشرة بعد أن صوتت اللجنة المركزية للحزب بالأغلبية على قرار المكتب السياسي للحزب القاضي بالخروج من حكومة سعد الدين العثماني مساء يومه الجمعة 4أكتوبر 2019. وحظي قرار المكتب السياسي، الذي تم الإعلان عنه الثلاثاء فاتح أكتوبر 2019 ، بدعم أغلب أعضاء اللجنة المركزية، حيث حصل على 235 صوتا مقابل معارضة 34صوتا، كان وزير الصحة الحالي أبرزهم، وامتناع 6 أصوات يتقدمها عضو الديوان السياسي، سعيد الفكاك. وعرفت لحظة التصويت مشادات بين بعض أعضاء اللجنة المركزية وصلت حد التشابك بالأيدي احتجاجا على ما اعتبره الغاضبون "تزويرا" بعدم احتساب بعض أصوات المعارضين للتقرير، الذين كانوا خارج القاعة . إذ تم التصويت برفع " البادجات". وقاد الاحتجاج وزير الصحة، أنس الدكالي، أبرز المعارضين لخروج حزبه من الحكومة. إذ عمد الدكالي إلى تبادل السباب والصراخ في وجه رفيقة الحزب شرفات أفيلال، التي كانت على المنصة وضمن المكلفين باحتساب الموصتين. وسعى بنعبدالله إلى إقناع أعضاء حزبه بصواب قرار الخروج من الحكومة. بل لم يتردد بنعبدالله في القول إن العثماني جرد الحزب ظلما من وزارتي الصحة والسكنى، ومنحه وزارة "الشباكي" في إشارة لوزارة الشباب والرياضة. وتتعالى الأصوات مستنكرة "عطاونا وزارة التنقاز والمخيمات وزارة فاسدة في الأصل". كذلك، برر بنعبد الله قرار الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بالخروج من الحكومة بعدم تلقيه أجوبة سياسية من رئيس الحكومة حول ما ستحققه الحكومة المقبلة. وقال بنعبد الله، في هذا السياق، " قلنا لرئيس الحكومة نريد أجوبة سياسية واضحة بشأن التغييرات التي ستحدثها الحكومة قيد التشكيل، إلا أن النقاش في جميع لقاءاتنا لم يتجاوز الحديث عن الهندسة الحكومية والمقاعد، معتبرا أن حزب التقدم والاشتراكية لا يمكن أن يسير في هذا المسار. ولفت بنعبد الله إلى أن فقدان التقدم والاشتراكية لحقيبتين وزاريتين مهمتين سيجعل موقعه ضعيفا، وغير مؤثر في مجريات الأمور. واعتبر بنعبد الله أن موقف المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بالخروج من الحكومة لم يكن مفاجئا كما يروج البعض، بل جاء بعد عدد من البلاغات التي كانت تنبه إلى الاختلالات التي تعيشها الحكومة. وشدد بنعبد الله على أن المعارضة لن تخيف حزب التقدم والاشتراكية. وزاد بنعبدالله " لن نبقى دائما في المعارضة،بل سنعود بقوة، وسنستعد لانتخابات 2021"، معتبرا أن قرار الخروج من الحكومة سيجد ترحيبا من مختلف أوساط الشعب المغربي.