اختتمت مساء أمس الثلاثاء 30 يوليوز الجاري فعاليات الدورة 18 للمهرجان الوطني لفن العيطة بأسفي على إيقاع عروض موسيقية متنوعة تلتقي في جوانبها الابداعية بفن العيطة، وشهدت الليلة الختامية حضورا قياسيا للجمهور المسفيوي وزوار المدينة الذين وفدوا من مناطق متفرقة من المملكة لمتابعة تفاصيل هذا المهرجان الذي أضحى في السنوات الأخيرة من المواعيد الثقافية المهمة. وعرفت ساحة محمد الخامس عروضا موسيقية تفاعلية لكل من مجموعة إبراهيم لهوير ومجموعة عبد الدايم ولد عبدة وفرقة كبز حسن، فيما شهدت ساحة مولاي يوسف فواصل غنائية حماسية لكل من فرقة عابدين، وفرقة العربي لشهب، ومجموعة أيوب العبدي بالإضافة إلى مختارات غنائية نوعية للفنان الشعبي سعيد الصنهاجي.
ويأتي تنظيم وزارة الثقافة والاتصال لهذا المهرجان بشراكة مع عمالة إقليم أسفي انسجاما مع استراتجيتها الهادفة إلى الحفاظ على فن العيطة باعتباره رافدا مهما من روافد التراث اللامادي الوطني ولونا فنيا أصيلا، وقد جاء شعار الدورة "العيطة تراث لامادي من التوثيق إلى التثمين" متماهيا مع توجهات الوزارة الرامية إلى ضمان استمرارية هذا الفن والحفاظ عليه. وشهد المهرجان الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله طيلة ثلاثة أيام فقرات ثقافية وسهرات فنية غنية أحيتها أجود الفرق المحلية والوطنية التي تعكس التنوع المجالي والجغرافي الحاضن لفن العيطة بمختلف تلاوينه الايقاعية المرساوي، الحصباوي، الحوزي، الجبلي، الزعري.. وتثمينا لجيل الرواد والشيوخ الذين رفعوا مشعل فن العيطة وساهموا في إشعاعه الفني تم تكريم كل من الفنان حسن ولد الزاهية والفنانة ميلودة الغازي تقديرا لمسارهما وتجربتهما الفنية النوعية، وفي الجانب الفكري تم تقديم المنجز التوثيقي "أنطولوجيا العيطة" لمؤلفه إبراهيم المزند وسط حضور وازن للعديد من الباحثين والمهتمين بالشأنين الثقافي والتراثي، وتسعى وزارة الثقافة والاتصال في الدورة المقبلة 19 إلى مواصلة جهودها للارتقاء بفن العيطة من خلال برمجة غنية ومتنوعة تعكس القيمة الفنية والتراثية المتفردة لهذا اللون الفني الأصيل.