"البراق" إنجاز آخر من الإنجازات التي جاءت ثمرة الدينامية الاقتصادية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش. إطلاق الملك لاسم "البراق" على القطار فائق السرعة, يحمل دلالات رمزية كبيرة، إذ أن الاسم مستوحى من دابة مجنحة، كما أنه يستحضر السرعة والسفر ويعكس القيم الثقافية القوية لمشروع طموح وضخم يمثل فخرا للمغرب، ومرآة تتجه نحو مستقبل أفضل. كما أن المشروع, يأت تتويجا لجهود تشييد البنيات التحتية الكبرى، وتحقيق قفزة نوعية في مجال المنظومة السككية حتى تواكب التطور المجالي والاقتصادي والاجتماعي للمملكة وتستجيب لتطلعات الزبناء والفاعلين الاقتصاديين, ليكون المغرب أول بلد عربي وإفريقي يستفيد من نظام متطور ذي مستوى تكنولوجي عال في مجال النقل السككي على المسافات المتوسطة والطويلة,اختصر المسافة بين الدارالبيضاء, أكبر قطبين اقتصاديين للمملكة إلى ساعتين فقط. ورغم التحديات التقنية والتكنولوجية والهندسية وحتى البيئية, إلا أن المملكة كسبت هذا الرهان الذي أدخلها إلى عصر التطور التكنولوجي من أبوابه الواسعة. وكان الملك محمد السادس الانطلاق الرسمي ل"البراق" في منتصف شهر نونبر الماضي بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون,علما بأن الكلفة الإجمالية لتنزيل المشروع بلغت 23 مليار درهم, وهي تزيد بقرابة 15 في المائة عن التقديرات الأولية, لكن هذه التكلفة تظل أقل بكثير من متوسط الكلفة بأوروبا. .ويقارب طول الخط السككي فائق السرعة 350 كيلومترا يقطع 320 منها بسرعة 180 كيلومتر في الساعة انطلاقا من طنجة حتى القنيطرة (غرب)، ثم تنخفض سرعته بعد ذلك إلى 160 كيلومتر في الساعة. وخلافا الاعتقادات التي سادت قبل إطلاق "البراق" بأن تذاكر هذا الأخير ستكون مرتفعة, فاجأ محمد ربيع لخليع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية, المنفذ للمشروع, خلال ندوة صحفية عقب إعطاء الانطلاق الرسمي, الحاضرين بتسعيرات بدت في المتناول ولاتختلف كثيرا عن أسعار القطارات التقليدية. الأسعار جاءت كالتالي: الدارالبيضاء – طنجة : حددت التعريفة ما بين 149 و 224 درهم للدرجة الثانية، ومابين 243 و 364 درهم للدرجة الأولى. طنجة – الرباط : حددت التعريفة ما بين 115 و 172 درهم للدرجة الثانية، وما بين 187 و 281 للدرجة الأولى. طنجة – القنيطرة : حددت التعريفة ما بين 93 و 139 درهم للدرجة الثانية، ومابين 162 و 244 درهم للدرجة الأولى. فيما حددت أثمان ولوج الأطفال بين 4 و 15 سنة في 50 درهم للدرجة الثانية و 80 درهم للدرجة الأولى. لكن الفرق بين الأثمان يخضع لشرطين أساسيين. الشرط الأول متعلق بوقت حجز التذكرة. فكلما كان الحجز أقرب أو في ساعته، كلما ارتفع ثمن الرحلة. المكتب سيسمح للمسافرين بحجز للتذاكر يمتد إلى ثلاثة أشهر. والشرط الثاني يرتبط بتوقيت الرحلة خلال اليوم، فكلما جاء الحجز في وقت الذروة، كلما ارتفع ثمن الرحلة.