أشرف الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية إمانويل ماكرون، اليوم الخميس بطنجة، على تدشين القطار فائق السرعة « البراق »، الذي يربط بين مدينة البوغاز والدارالبيضاء، وهو مشروع غير مسبوق بالمنطقة المغاربية والقارة الإفريقية، كلف إنجازه تعبئة استثمارات تناهز 22,9 مليار درهم. وانطلق القطار فائق السرعة قبل قليل من مدينة طنجة في اتجاه محطة أكدال بالرباط، وعلى متنه الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي ماكرون، كما ستنطلق رحلة ثانية مماثلة مخصصة للضيوف وكبار الشخصيات المدعوة لحضور حفل الانطلاق. ويطوي القطار فائق السرعة المغربي « البراق » مسافة الرحلة بين القطبين الاقتصاديين للمملكة طنجةوالدارالبيضاء في ساعتين فقط بدل خمس ساعات حاليا، وذلك ابتداء من أواخر الشهر الجاري. وكان الملك محمد السادس قد أطلق اسم « البراق » على القطار فائق السرعة، وهو « مستوحى من الدابة المجنحة » الوارد ذكرها في القرآن، وذلك دلالة على « السرعة والسفر » . وأعلن عن مشروع الخط فائق السرعة في 2007 أثناء زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي إلى المغرب، وتفقد خلفه فرنسوا هولاند ورشة إنجازه عند زيارته المملكة سنة 2015. وشملت هذه الورشة الضخمة مجالا معرضا لمخاطر اهتزازات زلزالية تتخلله مناطق تضم بركا مائية وأخرى تهب فيها رياح قوية. وتضمنت الأشغال 67 مليون متر مكعب من الحفر والردم، وبناء 12 جسرا يمتد أطولها على مسافة 3,5 كيلومتر، فضلا عن 169 قنطرة طرقية و117 منشأة هيدرولية. ويقارب طول الخط السككي فائق السرعة 350 كيلومترا يقطع 320 منها بسرعة 180 كيلومتر في الساعة انطلاقا من طنجة حتى القنيطرة (غرب)، ثم تنخفض سرعته بعد ذلك إلى 160 كيلومتر في الساعة. ووفرت المجموعة الفرنسية ألستوم 12 عربة من طابقين تصل سعتها إلى 533 مسافرا، بينما تقارب كلفة المشروع حوالي 23 مليار درهم (حوالي ملياري يورو)، ما يزيد بحوالى 15% عن التقديرات الأساسية، لكنه أدنى بكثير من متوسط التكاليف الأوروبية. ومولت فرنسا 51 بالمئة من المشروع بواسطة قروض مختلفة، فيما مول المغرب 28 بالمئة منه، وتوزعت 21 بالمئة المتبقية بين صناديق عربية (السعودية والكويت والإمارات). ويرتقب أن تطرح أولى التذاكر للبيع بعد الافتتاح التدشين الرسمي للخط على أن يفتح أمام عموم المسافرين نهاية الشهر الجاري، كما يراهن مكتب السكك الحديدية على بلوغ سقف 6 ملايين مسافر في أفق ثلاث سنوات من بدء تشغيل الخط. وباشر المكتب أيضا أشغالا لتطويل شبكة السكك التقليدية بين الدارالبيضاء ومراكش لتقليص مدة الرحلة بين المدينتين، فضلا عن تطوير نقل البضائع الذي يعتبر موردا أساسيا للمكتب.