حسنا فعل المغرب عندما تريث في الترخيص للبنوك التشاركية . ترددت هذه الجملة على لسان أكثر من مشارك, التقاه موقع "أحداث أنفو" على هامش استضافة الدارالبيضاء للاجتماع الاستراتيجي 27 لمجموعة البركة, الرائد الشهير في مجال المالية الإسلامية. "تريث المغرب, مكنه من الاستفادة من أخطاء الآخرين" يقول عدنان أحمد يوسف الرئيس التنفيذي لمجموعة "البركة", مشيرا إلى أنه رغم أن المالية الإسلامية في بدايتها بالمغرب,إلا أنه هذه الأخيرة تبنى على أسس صلبة, فضلا عن تميز التجربة المغربية بالمزاوجة بين الصناعة المالية ومقتضيات الشريعة الإسلامية. فهناك المجلس العلمي الأعلى, ثم هناك البنك المركزي الذي يتوفر بدوره على لجنة شرعية, يضيف عدنان يوسف,الذي افتتح صباح أمس الأربعاء, أشغال الاجتماع الاستراتيجي للمجموعة, بحضور كل من إبراهيم بنجلون التويمي المدير العام التنفيذي المتصرف مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا ومحمد معروف الرئيس المدير العام لبنك التمويل والإنماء, إلى جانب حضور مسؤولي فروع "البركة" من مختلف دول العالم. وعن اختيار المغرب في شخص بنك التمويل والإنماء لاستضافة الاجتماع الاستراتيجي, لفت المتحدث ذاته إلى المجموعة متواجدة بالمغرب منذ عشرين سنة,و ساهمت في تمويل مشاريع, مضيفا بأن اختيار المغرب له أكثر من دلالة, بالنسبة لبلد يعيش دينامية لافتة, ويحظى بمكانة هامة بالنسبة للمجموعة, ولا أدل على ذلك من حضور الشيخ صالح كامل رئيس المجموعة شخصيا للمشاركة في الاجتماع. كما أن التئام الاجتماع الاستراتيجي بالمغرب يأتي في ظرفية خاصة, تتسم بالتوتر السياسي على مستوى أكثر من نقطة عبر العالم, هذا فضلا عن الركود الاقتصادي الطفيف بعدة مناطق وسياسات الحمائية المنتهجة من لدن العديد من الدول. هذه التحديات ستحط للنقاش, كما سيتم تباحث سبل مواجهتها وتقوية القدرات التنافسية للمجموع وتحقيق الأهداف المسطرة وفقا للمحاور الخمسة التي وضعها الرئيس المؤسس الشيخ صالح كامل. تريث المغرب على مستوى الترخيص والتدرج في البنوك التشاركية, نوه به من جانبه إبراهيم بنجلون التويمي الرئيس التنفيذي والمتصرف بالبنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا, موضحا في تصريح ل"الأحداث المغربية" بأن المالية التشاركية تستند إلى الشريعة الإسلامية وإلى منظومة أخلاقية خاصة, لذلك غير مسموح بارتكاب أخطاء بسبب التسرع. فالبنوك التشاركية, لايقتصر استقطابها على زبناء مسلمين, بل هناك زبناء غير مسلمين, وهو مايستلزم توفير خدمات موافقة للشريعة وبجودة عالية بعيدا عن أي نزوعات إيديولوجية, يضيف بنجلون التويمي, مبرزا الدور الذي يمكن أن تلعبه مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا ومجموعة البركة على مستوة القارة الإفريقية. ومن جهته اعتبر محمد معروف الرئيس المدير العام لبنك التمويل والإنماء,البنك التشاركي الذي يتشارك في رأسماله كل من البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا بأنه فضلا عن الأهمية يكتسيها الاجتماع الاستراتجي في مسار "البركة", فإنه هذا الأخير يمثل دلالة رمزية لاسيما في هذا التوقيت, حيث مرت سنتان على انطلاق تجربة التمويل التشاركي بالمغرب, وهذا يترجم الاهتمام الخاص الذي توليه "البركة" من موقعها كرائد عالمي لهاته الصناعة. معروف أبرز كذلك تزامن الاجتماع مع التئام المجلس الإداري لبنك التمويل والإنماء والذي وافق على خطة تمتد ما بين 2020 و2023, لتعزيز موقعه البنك وتطويره للمنتجات وتفعيل آليات تدفق الأعمال, وذلك رغم السياق المغربي التي يتسم بالعديد من التحجديات من قبيل بطئ إصدار القوانين والعقود وإكمال منظومة المالية التشراكية, هذا فضلا عن تحديد الرؤية المستقبلية وتحديات السيولة, وتقوية الأنظمة الداخلية للبنوك وآليات البنك المركزي وميكانيزمات المجلس العلمي,وإدارة الضرائب.