بعد سلسة من العروض والمناقشات المتنوعة التي أشرف عليها عدد من الباحثين، والأكاديميين، والفاعلين الجمعويين، اختتمت عشية أمس الجمعة 21 يونيو، أشغال النسخة الثانية من منتدى "الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي" التي احتضنتها الداخلة حول موضوع " الذكاء الاقتصادي ومستقبل المجالات الترابية بافريقيا". تطور ملموس في مستوى النقاش ونوعية المواضيع مع رؤية أكثر وضوحا وتركيز .. هكذا نوه الوزير الأول السابق الطوغولي مسان كودجو، بالنسخة الثانية للمنتدى، الذي سلط الضوء على عدد كبير من إمكانيات الاشتغال المتاحة أمام القارة الإفريقية الغنية بمواردها الثرواتية والبشرية. رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة، ورئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، إدريس الكراوي، صرح بدوره في ختام الأشغال أن المنتدى عرف "نقلة نوعية مقارنة بالملتقى الأول من خلال تقديم فحص دقيقة لواقع المجالات الترابية في إفريقيا وما ستكون عليه في أفق 2050 و 2100، مما يتيح العمل على اتحاد قوي قادر على مواجهة التحديات العالمية، استنادا على قوة ديموغرافية ستشكل 25 في المائة من ساكنة الكرة الأرضية. الكراوي أشار أن إفريقيا ستشكل سوقا واعدا، وحاضنة للمعرفة، إلا أنه أثار الانتباه في ظل استعراضه لنقاط القوة التي ترجح كفة التغيير الممكن داخل القارة، أن هناك تفاوتا ملحوظا بين الدينامية التي تعرفها الأبحاث في مجال الذكاء الاقتصادي، مقابل عجز واضح على صعيد المعرفة الدقيقة لواقع حال القارة من جهة وللتحولات النوعية التي تعرفها حاليا و التي ستعرفها مستقبلا، وهو ما دفع الملتقى في توصياته إلى الإعلان عن إحداث "مركز إفريقي للأبحاث والدراسات" يعنى بالذكاء الاقتصادي واليقظة الإستراتيجية والدراسات المستقبلية، كخطوة عملية لإحدى البنود التأسيسية للمنتدى. ومن المرتقب أن تحتضن مدينة الداخلة أو الرباط، اجتماع مكتب "منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، للتداول بشأن هذا المركز بشكل مفصل، كما خلص المنتدى إلى مواكبة الجماعات الترابية بإفريقيا من أجل أن تتوفر مستقبلا على بنيات قارة تعنى بالذكاء الاقتصادي الترابي، إلى جانب بلورة برامج لتقوية القدرات الإفريقية وجماعاتها الترابية في مجال الذكاء الاقتصادي الترابي حتى تتمكن من التوفر على آلية قارية مؤسساتية. وعن ملامح الدورة القادمة للمنتدى الذي عرف تطورا وحركية ملحوظة خلال نسخته الثانية، أوضح إدريس الكراوي، أن الدورة الثالثة للمنتدى ستتمحور حول الإبتكار في إفريقيا واقتصاد المعرفة. تجدر الإشارة أن مدينة الداخلة احتضنت على مدى يومي الخميس والجمعة (20 – 21 يونيو)، أشغال المنتدى الذي يأتي في إطار أنشطة الجامعة المفتوحة و تحت الرعاية الملكية السامية، وذلك بحضور خبراء وأكاديميين وباحثين في مجال الذكاء الاقتصادي، يمثلون 26 دولة إفريقية.