نقل الأمير الصغير للمدينة العتيقة لدكار، يوسو ندور ، مساء الخميس ، جمهور المهرجان ال25 للموسيقى العالمية العريقة بفاس في رحلة فنية إلى أقصاع القارة الافريقية الفتية والحية التي يؤمن بها وبقدراتها بشدة. وفي هذا الحفل الذي احتضنه موقع (باب الماكينة) التاريخي، كانت استجابة الجمهور كبيرة فغنى ورقص على إيقاعات ألحان وأغاني هذا الفنان، الذي يعتبر أحد أجمل الأصوات الغنائية في إفريقيا. وفي تصريح للصحافيين قبيل بدء الحفل، قال يوسو ندور "إنه دائما يسعد للتواجد بفاس هذا المكان الغارق في الروحانية"، معبرا عن "سعادته البالغة" للمشاركة في مهرجان الموسيقى العالمية العريقة في هذه المدينة التي "يتطلع غالبية الشعب السنغالي إلى زيارتها لأنها تضم ضريح الشيخ سيدي أحمد التيجاني". وفي حفله الموسيقي، استطاع يوسو ندور أن ينقل إلى معجبيه الألحان والإيقاعات الإفريقية، وهي كما يصفها أصوات الأمل والنجاح والفرح تعبر عن"قارة حية، دائمة الحركة". وقدم "الرجل ذو الحنجرة الذهبية" خلال هذا الحفل أجمل أغانيه التي تمزج بين الموسيقى الشعبية الإفريقية والأمريكية والروك والجاز، وبين المؤثرات الموسيقية الحديثة، أضفى عليها رونقا وكاريزما غنائية ساحرة بحركاته الرشيقة وأدائه العذب. ويوسو ندور فنان ملتزم غنى من أجل إفريقيا نيلسون مانديلا المكافحة في ألبومه الأخير "تاريخ". ومن أشهر ألبوماته "سبع ثوان" وهو ديو مع المغنية نينا شيري بيع منه اكثر من 11 مليون نسخة، و"انهضي إفريقيا"، و"لا شيء دون جدوى" الذي قدمه في باريس عام 2002، و"توكسيك" المندد بالشركات الملوثة للبيئة والمناخ، و"تحرك"لدفع الشباب السنغالي إلى القيام بحملات تثقيف وتوعية وتنظيف شوارع دكار، و"مصر" عام 2005 كنموذج للغناء الصوفي الشائع في بعض البلاد الإفريقية الإسلامية، وأغنية"تصور" التي تتحدث عن مأساة دارفور. بدأ الغناء في وقت مبكر وهو في سن ال13 في مطلع السبعينات، وأسس جوقة (نجمة دكار) الشهيرة في العام 1979. ويظل يوسو ندور علامة واضحة على قارة تركت آثارها على كل الأشكال الموسيقية الشعبية الأمريكية والأوربية من الروك إلى الجاز إلى البلوز إلى الراب، ومن الهيب هوب إلى الغوسبيل وباعتباره فنانا وملتزما، فقد اكتسب شرعية عالمية. ورغم ذلك يبقى فنانا شعبيا قبل كل شيء تتسم حفلاته الموسيقية دائما بالفرح الأعظم والاتقان الفني الفائق اللذين يعبران عن ارتباط إفريقيا بشكل وثيق بجذورها. وقد افتتحت ، مساء الجمعة الماضية، الدورة ال25 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة (14 - 22 يونيو)، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع "فاس، في ملتقى الثقافات".