تخليدا لليوم العالمي للتنوع البيولوجي، نظمت المندوبية السامية للمياه والغابات ندوة حول موضوع "الوحيش بمنطقة الصحراء والساحل: الحالة الراهنة فيما يخص المحافظة على غزلان وضباء المنطقة مع التحديات المطروحة والفرص المتاحة" . وذلك يوم الخميس 23 ماي 2019بالرباط، أطرها الباحث توماس رابييل مسؤول برامج بصندوق المحافظة على الصحراء. وتميزت هذه التظاهرة بالإعلان رسميا عن تسجيل 12 من المواقع الرطبة الجديدة ضمن لائحة المناطق الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية على الصعيد العالمي، وكذلك مناقشة إشكالية التدبير المستدام لوحيش منطقة الساحل والصحراء. وتضم لائحة المناطق الرطبة الجديدة، التي أصبح بموجبها عدد المناطق الرطبة المسجلة بلائحة رامسار (المعاهدة الدولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة) 38 موقعا، كلا من بحيرات إيموزار كندر، وبحيرة سد سمير، وواد تيزكيت، وساحل جبل موسى، وواد الساقية الحمراء، وراس غير إيمسوان، وعالية واد لخضر، وواد احنصال ملول، وواد رغاية ايت ميزان، وشط بوكوياس، وواد مكون، وشط اتيسات بوجدور. وفي هذا السياق، أكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي ، أن المغرب يعتبر رائدا في مجال الحفاظ على الوحيش بمنطقة الصحراء والساحل، نظرا للنتائج المهمة، التي حققها في مجال تطوير خزان كبير من الأصناف الحيوانية المهددة بالانقراض على مستوى 29 محمية. وأوضح الحافي أنه من خلال تفعيل الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بالمحافظة على ذوات الحوافر البرية، تم تحقيق نتائج مهمة منذ تفعيل المخطط العشاري 2005-2014 وبداية المخطط العشاري الجديد 2015-2024. وأبرز المندوب السامي أن هذه النتائج المهمة يمكن اختزالها في تدبير الأصناف البرية من غزلان أدم وغزال الجبل والضأن البربري، وإعادة استيطانها في موائلها الطبيعية، مسجلا أن هذه السياسة مكنت عدد قطيع غزلان الجبل من بلوغ 2500 رأسا، بعدما كان قد لوحظ في السابق أن أعداده ا قد اندثرت في الأماكن التي كانت متواجدة بها في الأصل. وبخصوص حصيلة المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في المحافظة على التنوع البيولوجي بصفة عامة، أكد أن المندوبية قامت بتفعيل مخططات عمل وطنية تهم الأصناف المهددة بالانقراض والمسجلة في ملاحق اتفاقية الأنواع المهاجرة، واتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من النباتات أو القائمة الحمراء. كما عملت المندوبية، وفق تأكيدات الحافي، على تهيئ تصميم مديري لإحداث 154 موقعا ذا أهمية بيولوجية وإيكولوجية وعشر منتزهات وطنية، وتفعيل برامج إعادة تأهيل الأنواع المنقرضة وإعادة استيطانها في مواقعها الأصلية، وتعزيز القانون الإطار عبر إصدار قانون المحميات الطبيعية وقانون تجارة الأصناف الحيوانية والنباتية وحماية تلك المهددة بالانقراض، وتحيين النصوص القانونية المنظمة للقنص والصيد بالمياه القارية. وأوضح الحافي أن هذا البرنامج يتضمن كذلك تطوير سلاسل إنتاجية جديدة لبعض الأنشطة المرتبطة بالمناطق الرطبة كمراقبة الطيور والصيد التقليدي وتربية الأحياء المائية والصيد السياحي. وأشار إلى أن هذا التصنيف قد جاء بفضل تضافر جهود كل من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والصندوق العالمي للطبيعة، وخبراء وباحثي المعهد العلمي بالرباط، ومجموعة حماية الطيور بالمغرب. من جهته، أكد ممثل الصندوق العالمي للطبيعة لشمال إفريقيا، فوزي المعموري، أن تقديم 12 موقعا دفعة واحدة ليتم تسجيلها على لائحة رامسار "يعتبر أمرا نادرا ومعقدا، ويدل على التزام المملكة في مجال حماية المناطق الرطبة". ونوه المعموري بالشراكة، التي تجمع بين الصندوق العالمي للطبيعة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، واصفا إياها ب"الشراكة الاستراتيجية"، التي تغطي مجموعة من المجالات ضمنها تدبير الموارد المائية وحماية المناطق الرطبة. وتجدر الإشارة إلى أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ترمي في أفق 2024 إلى تسجيل 30 موقعا جديدا على قائمة رامسار، وتنفيذ 60 مخططا لتدبير وتأهيل المناطق الرطبة ذات الأولية الكبرى وتحسيس وتوعية حوالي 500 ألف شخص سنويا في إطار برنامج التربية البيئية المتعلق بالمناطق الرطبة. كما تميزت هذه التظاهرة بحضور عدد من ممثلي الوزارات المعنية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال التنوع البيولوجي وعدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين.