كشفت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عن إجراءاتها للمحافظة على 7 أنواع من ذوات الحوافر البرية من خطر الاندثار، ويتعلق الأمر بثلاثة أنواع مازالت طليقة بالبرية، وهي غزال أدم والاروي وغزال الجبل، فيما للأصناف الأربعة الأخرى هي الإيل البربري، وغزلان داما مهر، ومها أبو عدس، والمها، التي تم احتضانها بمحميات حيوانية. جاء ذلك خلال استعراض المندوبية حصيلة إنجازاتها المتعلقة بالمحافظة على التنوع البيولوجي خلال الثلاث سنوات الأولى من تفعيل المخطط العشري الجديد 2015-2024، إضافة إلى تقديم الدعائم الرئيسية التي ينبني عليها هذا المخطط الجديد، تخليدا لليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي اختارت لها لجمعية العامة للأمم المتحدة هذه السنة شعار: "الاحتفال ب 25 سنة من الجهود في حماية التنوع البيولوجي". وأوضحت المندوبية في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن المخطط العشري الجديد 2015-2024 يهدف إلى المحافظة على هذه الأنواع من الحيوانات البرية وموائلها الطبيعية بطريقة ملائمة، ووضع شبكة من القطعان التي يتم احتضانها في محميات حيوانية مسيجة يتم تدبيرها وفقا للمعايير الدولية المعمول بها. وأشارت المندوبية إلى أن مجهوداتها أفرزت عن العديد من النتائج، أبرزها تدبير الأصناف البرية من غزلان أدم وغزال الجبل والضان البربري، وإعادة استيطانها في موائلها الطبيعية، حيث وصل عدد قطيع غزلان الجبل 2000 رأسا، بعدما كان قد لوحظ في السابق أن أعدادها قد اندثرت في الأماكن التي كانت متواجدة بها في الأصل، وهي محذورة على القناصين. وأضاف المصدر ذاته، أن المغرب توفر على عدد هام من غزال ادم وغزال المهر و المها وغزال المها أبو عدس الموزعة على 26 محمية، كما تم وضع قطيع أساس بمحطة تأقلم الوحيش الصحراوي بمحمية الصفية بإقليم بئر الكندوز، مكون من غزال ابوعدس وغزال المهر، وآخر بمحطة مسيسي بإقليم الراشيدية مكون من غزال المها وغزال المهر. يأتي ذلك بعدما قامت المندوبية خلال موسم 2017-2018، بعمليات إطلاق عدد من الوحيش بهدف إعادة تأهيلهم في مواطنهم الأصلية، ويتعلق الأمر بإنشاء نواة جديدة من النعام ذي الرقبة الحمراء بمحمية مسيسي في يوليوز 2018، ونقل 20 راسا من غزال أدم و18 راسا من غزال الاروي في مارس 2018 على مستوى إقليمقلعة السراغنة، وذلك في إطار مشروع الفضاء التربوي والترفيهي بجهة الساقية اليعقوبية بشراكة مع الإقليم. كما تم تعزيز أعداد غزلان الاروي بالمنتزه الوطني تازكا ،حيث تم نقل 25 راسا من مراكش بمارس 2018، ونقل 64 راسا من غزال أدم في عمليتين، باتجاه محمية مسيجة للتأقلم بجهة محاميد الغزلان بهدف بدء برنامج إطلاق لها بالبرية لتعود لموائلها الطبيعية، مع العالم أن هناك عددا جديدا من المحميات المسيجة في طور الإنجاز، ستكون جاهزة نهاية سنة 2018، ويتعلق الأمر بمحمية مسيجة ببوهاشم، والمنتزه الوطني باخنيفيس وأخرى بكل من بوجدور وسمارة، حسب المندوبية. وأبرز البلاغ أن قانون 29-05 المتعلق بحماية الحيوانات والنباتات البرية ومكافحة الاتجار غير المشروع بهما، يشمل تعزيز قدرات كل من الجهات المعنية بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وإدارة الجمارك والضرائب، والقضاء على المتاجرة بالحياة بالبرية وكل ما يترتب عنها، وتنظيم كل ما يتعلق بحيازة الأصناف البرية، وبالتالي يضمن الحفاظ على الإرث الثقافي والطبيعي للمغرب، مع الرفع من مستوى التنسيق مع الشركاء على المستوى الوطني والجهوي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالحياة البرية، ووضع برنامج توعية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالحياة البرية. أما بخصوص تدبير وحماية المناطق الرطبة، تضيف المندوبية، "فإنه وفي إطار البرنامج العشري للفترة 2015-2024، وبهدف تفعيل توصيات اتفاقية رامسار، تم إطلاقمشاريع تهدف إلى تكثيف جميع الجهود الممكنة قصد حماية التنوع البيولوجي بالمناطق الرطبة وتعزيز التنمية المستدامة على المستوى المحلي تفعيل مقاربة التسيير المحلي التشاركي". ولفت البلاغ إلى أن البرنامج العشري استطاع تحقيق عدة إنجازات، أهمها إدراج موقعين جديدين ضمن قائمة رامسار، ليصل بذلك العدد الإجمالي للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية إلى موقعا 26، والانتهاء من الجرد الوطني للمناطق الرطبة في المغرب، مما يتيح للجمهور (بما في ذلك صانعي القرارات والمخططين والباحثين والمعلمين …) معارف مهمة تتعلق بالتدبير المستدام لمثل هذه النظم الإيكولوجية. كما عمل البرنامج ذاته، على تطوير الإستراتيجية الوطنية للحفاظ على المناطق الرطبة، وتطوير وتحديث مخططات التنمية والتدبير لعدد من المناطق الرطبة ذات الأولوية (كسيدي بوغابة، مرجة الفوارات، والمرجة الزرقاء، وسيدي موسى، والواليدية…)، وتنفيذ خطط وبرامج إعادة تأهيل هذه المناطق، بشراكة مع أصحاب المصلحة، ثم وضع استراتيجية تثقيف وتوعية وتحسيس عامة بالمناطق الطبيعية بما في ذلك المناطق الرطبة. واعتبرت المندوبية أن البرنامج العشري للفترة 2015-2024، الذي يعد امتدادا وتثمينا لنتائج البرنامج العشري السابق 2005-2014، يرمي إلى تسجيل 30 موقعا جديدا على قائمة "رامسار"، وتنفيذ 60 مخططا لتدبير وتأهيل المناطق الرطبة ذات الأولوية الكبرى، وتحسيس وتوعية حوالي 500 ألف شخص سنويا في إطار برنامج التربية البيئية المتعلق بالمناطق الرطبة، فضلا عن تطوير سلاسل إنتاجية جديدة لبعض الأنشطة المرتبطة بالمناطق الرطبة، كمراقبة الطيور والصيد التقليدي وتربية الأحياء المائية والصيد السياحي.