: بوابة الصحراء نجاح ديبلوماسي آخر بخصوص قضية الصحراء المغربية، ذاك ما حققه المغرب في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا خلال الدورة الثانية من الولاية التشريعية الخامسة للبرلمان الإفريقي، التي انعقدت في 13 ماي الجاري. الوفد المغربي استطاع أن يفشل مخططا أعد بعناية من طرف الجزائر التي يقود وفدها أحد أبرز وجوه بطانة الرئيس المبعد عبد العزيز بوتفليقة، هو البرلماني حميد بوشارف. الوفد الجزائري استغل موضوع الدورة الذي يحمل عنوان «سنة اللاجئين والعائدين والنازحين قسرا: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا»، وذلك من خلال مناورة تم التهييء لها مسبقا. وفد الجزائر حاول أن يعطي فهما للوضع في مخيمات تيندوف، انطلاقا من العداء للوحدة الترابية للمغرب، لكن الوفد المغربي تحرك بقوة ليشرح للبرلمانيين الأفارقة حقيقة ما يجري في مخيمات تيندوف، داعيا البرلمان الإفريقي إلى تحميل الجزائر مسؤولية من يجري في تيندوف، وما يعانيه سكان المخيمات من قهر وإجبار وتقييد للحرية واحتجاز. كما طالب الوفد المغربي بأن يتم تحديد هوية واضحة لسكان مخيمات تيندوف وإحصائهم وتحديد وضعيتهم القانونية، وكذلك الوقوف على مآسيهم وما يتعرضون له من استغلال بشع من قبل انفصاليي البوليساريو وراعيتهم الأجهزة الجزائرية. الظروف التي تمر منها الجزائر، وبوادر خلاص الشعب الجزائري من متسلطين عليه، وكذلك تحركات سكان مخيمات تيندوف واحتجاجاتهم كانت كلها تصب في صالح فهم الأفارقة لحقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. كما أن هذه المعطيات كانت في صالح مرافعة الوفد البرلماني المغربي في مواجهة مخطط الوفد الجزائري. لقد كانت دورة جوهانسبورغ إيجابية بالنسبة للمغرب، وقد بدل الوفد المغربي جهدا مهما، لولا بعض النقائص التي شعر بها الوفد نفسه، وهي نقائص يجب الانتباه لها في القادم من المنتديات الإفريقية والمنتديات الدولية بصفة عامة. صحيح أن الوفد المغربي أفشل مخطط أعداء الوحدة الترابية للمملكة، لكن هناك أمورا من اللازم الانتباه لها، تتعلق أساسا بكيفية انتداب المشاركين في مثل هاته المنتديات. كيفية تقوم على الكفاءة المعرفية والديبلوماسية والمعرفة العميقة بملف قضية الصحراء. على البرلمان بغرفتيه أن يتحاشى التعامل في هذا الموضوع بالذات بمنطق «كوطا» أسفار البرلمانيين السائدة حاليا. يجب على البرلمان أن يعي بأهمية الديبلوماسية الموازية، والاعتماد، في النتدابات للأسفار، على ربط المهام بالكفاءة والفعالية، وليس بالاستجمام. ثانيا يجب أن يكون هناك تنسيق بين الخارجية المغربية والبرلمان في ما يتعلق بالقضية الوطنية والعمل المؤسساتي لتكون الفاعلية أكثر. من ناحية أخرى، لقد تبينت أهمية عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وظهر جليا بعد نظر القرار، لكن هذا الأمر يجب أن يرافق بحضور قوي في إفريقيا، خصوصا البلدان المؤثرة، كجنوب إفريقيا مثلا، التي يجب تكون فيها تمثيلية ديبلوماسية قوية وفعالة لمكانتها وتأثيرها وأيضا استباقا للقادم من المعطيات