" أنشطتنا المكثفة لا يحكمها منطق انتخابي بل هي من باب التواصل السياسي مع المواطنين والقيام بأدوارنا، فالتواصل المباشر مهمة السياسي. يجب أن تبقى الثقة في الأحزاب، وهذا هو المدخل الاساسي لقلوب المواطنين" هكذا برر رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، انخراط قياديي حزبه منذ أشهر في لقاءات وأنشطة "تواصلية" عبر جهات المغرب. واختار العثماني، الذي كان يتحدث في افتتاح اجتماع اللجنة الوطنية لحزبه، البي جي دي، السبت 18ماي 2019 بمقر الحزب المركزي بالرباط، تبرأة حزبه من تدشين حملة انتخابية في أفق 2021. واعتبر العثماني أنشطة قياديي حزبه المنتظمة تندرج ضمن " تقوية التواصل السياسي"، قائلا إن "الإشكالات وسوء الفهم والاحتجاجات ناتجة عن ضعف التواصل في الوقت المناسب والتدخل في الوقت المناسب". هذا، فيما لم يتوان العثماني عن إلصاق ذات الفعل، أي الانخراط في السباق الانتخابي، بأحزاب أخرى لم يسمها وهو يقول " الحزب لايفكر بمنطق انتخابي"، وأردف موضحا :" نحن نفكر في خدمة بلدنا أكثر مما نفكر في الانتخابات المقبلة، واللي بغا يفكر فيها شغلوا هداك". وزاد العثماني "المنطق الانتخابي ليس وقته الآن.. مللي توصل الانتخابات سننخرط ونقوم بحملة وفق القانون.. لكن الآن وقت العمل". وانتقد العثماني ما يتعرض له حزب مما وصفه "حملات" يحكمها "منطق سياسوي"، يعتمد "محاصرة الخصوم بالتشويه والأكاذيب والتبخيس وأحيانا بالسب والشتم" على حد قوله. ودعا العثماني في ذات السياق إلى "رفع مستوى الخطاب السياسي، وجعله حضاريا فيه النقد والنصيحة، دون أن يتحول إلى التبخيس والإساءة والتهجم ونشر الأخبار الزائفة". وحذر العثماني قائلا :" نحن نرى بعض الدول، التي لم تعد هيئات الوساطة تقوم فيها بدورها، نتيجة انهيارها، مما أدى إلى الفوضى والتسيب، ولم تعد هناك إمكانية الحوار الجدي، ونحن لا نريد لبلدنا أن تصل إلى هذه المرحلة". العثماني، وأمام أعضاء اللجنة الوطنية لحزبه، عاد ليقدم حصيلة نصف ولاية حكومته، ويدافع عنها مثلما فعل مؤخرا أمام البرلمان بغرفتيه واصفا إياها ب"الإيجابية والمشرفة". بالرغم مما أسماه "حملات التشويس والتبخيس"، التي تتعرض الحكومة ومن خلالها عملها. وأقر العثماني بعدم كفاية الجهود، التي تم بذلها سيما في المجال الاجتماعي بما يتناسب وانتظارات المواطنين المتفاقمة، حيث قال "نحن واعون أن الحصيلة لا ترقى لمستوى تطلعات المواطنين، لكننا نسير في اتجاه الإصلاح ونتوفر على نزعة إصلاحية كبيرة نحو مستقبل أفضل". وينتظر العثماني أن يدافع مجددا عن هذه الحصيلة المرحلية لحكومته، التي عاد ليشدد أنها تشتغل بروح متناغمة وفق التزاماتها كأغلبية لأجل الوفاء بالبرنامج الحكومي وبالرغم من ظلال التشويش التي تلقيها التنابزات بين مكوناتها. وذلك، أمام المجلس الوطني لحزب المصباح، الذي تقرر أن يعقد اجتماعا للجنتي "شؤون المجلس السياسية" و"السياسة العمومية"، لمناقشة هذه الحصيلة، وذلك بحضور أعضاء الحكومة المنتمين للحزب. وهو الاجتماع، الذي دعا إليه، رئيس المجلس الوطني، ادريس الأزمي، وحدد له تاريخ 16 يونيو 2019. وقد أوضح العثماني أن الغاية من هذا الاجتماع "مناقشة جوانب النقص، واستعراض الحلول لتجاوزها في المستقبل".