انطلقت بالجارة إسبانيا، فصول حملة انتخابية اخرى، يتعلق الأمر بالانتخابات المحلية (البلدية والإقليمية)، بعد اقل من أسبوعين، عن الدرس الديموقراطي، الذي قدمه الناخب الاسباني، بمناسبة انتخابه لبرلمان بلاده بغرفتيه العليا والسفلى، حيث استعاد الحزب الاشتراكي العمالي سيطرته على المشهد السياسي بشبه الجزيرة الإيبيرية مجددا. الانتخابات المحلية، التي انطلقت حملتها الانتخابية، بمختلف الاقاليم والمدن الاسبانية، تجد صدى أكبر على مستوى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، حيث الرهان كبير على اسقاط الحزب الشعبي، الذي "عشعش' بهما لمدة طويلة، رغم ترشح لوائح "مغربية" بهما، الا انها كانت دائما تسقط دون وصول مرشحين من اصول مغربية، لسدة تدبير الشأن المحلي بهما، إذ أن الكتلة الناخبة، للمغاربة السبتيين والمليليين، كانت في الغالب توجه لفائدة لائحة الحزب الشعبي اليميني. ورغم فوز هذا الاخير برئاسة بلديتي سبتة ومليلية، لفترات متتابعة، بفضل اصوات ذوي الاصول المغربية، الا انهم لم يستفيدوا من ذلك كثيرا، خاصة وانهم الفئة الأكثر تهميشا، على مختلف المستويات، ويتجمعون باحياء هامشية، تفتقد للبنيات التحتية، ناهيك عن غياب اي برامج تنموية بها، او استفادة ابنائها، من التوظيفات وفرص العمل التي تتاح لغيرهم من الاسبان بالثغرين المحتلين. انطلاق الحملة الانتخابية المحلية 2019 تحمل نكهة خاصة ومختلفة عن سابقاتها، حيث المناسبة لتغيير الفئة الحاكمة، وهو ما تسعى له جل الاحزاب، بسبتة ومليلية، وعلى رأسها احزاب محلية، يقود لوائحها مليليون وسبتاويون من أصول مغربية، كحال التحالف الديموقراطي السبتي، الذي قال وكيل لائحته، وهو يطلق حملته الانتخابية، من قلب الحي المغربي بسبتة، أنه يرمي للفوز بهاته الانتخابات، وانها المناسبة ليجد السبتيون الاصليون، من يسير امورهم بشفافية وتوازن، في اشارة لاستفادة المناطق المهمشة، من مشاريع التنمية. من جهة أخرى، يحاول الحزب الاشتراكي العمالي، العودة بقوة للمدينتين، وخاصة على مستوى سبتة، التي تمكن فيها من الحصول على برلماني، بعد سحقه للحزب الشعبي، وتجاوز حزب "فوكس" اليميني المتطرف، الذي يحاول بدوره استغلال الاوضاع بالمدينة المحتلة، ليحقق مكتسبات، بل ويطمع حتى في اصوات الكتلة الناخبة المغربية، رغم عدائه لها باطنيا، وحتى ظاهريا في بعض الاحيان. وعلى مستوى مليلية، التي احتفظ الحزب الشعبي، على مقعده البرلماني بها، خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، فإن عودته لسدة تسيير الحكومة المحلية سيكون صعبا للغاية، وان راهن على بعض المقاعد التي قد يضفر بها "فوكس" لاستكمال تحالفهما، اذ لن تكون الحملة اقل وطيسا بالنسبة لقوى اليسار، بزعامة الحزب الاشتراكي العمالي، وحزب بوديموس، اضافة لاحزاب اخرى محلية ذات توجه يساري، وغالبيتها بزعامة المغاربة الأصل.