تجرى نهاية الأسبوع الجاري (يوم الأحد 28 أبريل المقبل) الانتخابات التشريعية الإسبانية، التي تعرف حملتها الانتخابية حاليا صراعا قويا وتنافسا حادا بين الأحزاب الأربعة الرئيسية (الحزب الاشتراكي وحزب “بوديموس” عن اليسار، والحزب الشعبي و”سيودادانوس” عن اليمين). ويغيب حزب اليمين المتطرف “فوكس” عن المنافسة بسبب قرار التوقيف الصادر في حقه من طرف اللجنة الوطنية المركزية المشرفة على الانتخابات بإسبانيا.
وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج اقتراع يوم الأحد القادم، تشهد مدينة سبتةالمحتلة حملة انتخابية هادئة، تتميز هذه السنة ولأول مرة في التاريخ بترشح المسلمة المحجبة “سارة عبد السلام” من أصول مغربية باسم حزب بوديموس اليساري (الذي انبثق من ساحة باب الشمس بالعاصمة مدريد خلال انتفاضة 15 مايو 2011 الشهيرة) حيث تقود لائحة مرشحيه للفوز بأحد المقاعد البرلمانية لجهة الأندلس.
ويرفع حزب بوديموس-الذي تأسس يوم16 يناير 2014 بزعامة بابلو اغلسياس توريون، ويتوفر على 71 برلمانيا بالغرفة الأولى و 5 أعضاء بالبرلمان الأوروبي- شعار: “المواطنة الكاملة والمصلحة العامة فوق المعتقد الديني والانتماء الإثني “.
ويوظف الحزب اليساري برغماتية سياسية جريئة وخطاب شعبوي، بغية تحقيق رغبته في الفوز بالمقاعد الانتخابية بأي وجه كان، حيث يحاول استغلال الكتلة الناخبة المسلمة بسبتةالمحتلة (التي تمثل نصف المصوتين، التي كانت دائما معقلا رئيسيا لليمين الإسباني الممثل في الحزب الشعبي) من خلال تبنيه لبرنامج انتخابي يروم معالجة مشاكل الهشاشة الخطيرة التي يعرفها الثغر المحتل بسبب جمود الاقتصاد المحلي وتفشي مظاهر الفوضى بالمعبر الحدودي الوهمي وتزايد البطالة وتراجع الاستثمارات وارتفاع نسبة الهدر المدرسي واستفحال مظاهر الجريمة والانحراف وغيرها من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، التي أرخت بظلالها على المدينة السليبة وساكنتها.