تطوعَ طبيب عيون مقيم ببركان للقيام بتتبع الوضع الصحي لمرضى تم طردهم من المركز الاستشفائي لخنيفرة بعدما امتنع أطباء السبيطار العمومي عن القيام ب"الكونترول" الدوري، بدعوى أن ذلك من مسؤولية الأطباء الأجانب الذين كانوا قد أجروا العمليات الجراحية لهؤلاء المرضى في إطار قافلة طبية كانت قد حلت مؤخرا بالإقليم. الطبيب المتطوع الذي تجشم عناء السفر لمسافة 600 كيلومتر من بركان إلى خنيفرة، أجرى عمليات المراقبة الطبية لأكثر من 200 مريض دون أن يساعده في ذلك أي من أطباء وممرضي "السبيطار"، قبل أن ينهي يومه الشاق، حوالي، السادسة مساء، باستقبال مريضة تأخرت عن موعدها لأنها كانت تخضع لحصة لغسل الكلي بمركز تصفية الدم. الطبيب البركاني، الذي ضرب للمرضى موعدا يوم الأحد 16 يونيو القادم من أجل المراقبة الثانية، ينضاف بذلك إلى قائمة الأطباء البرانيين الذين حلوا، مؤخرا، بخنيفرة من المغرب و خارجه في إطار قافلة طبية لعلاج مئات المرضى من المسنين و المعوزين الذين كان محكوما عليهم أن يتعايشوا مع معاناتهم لسنتين أو أكثر في انتظار المواعيد التي يمن عليهم بها أطباء السبيطار العمومي من أجل إزالة الجلالة. و كان الأطباء "المحليين" قد أثاروا عاصفة من الجدل بعد إقدامهم على طرد عشرات المستفيدين من القافلة التي نظمتها جمعيات للمجتمع المدني في إطار الحملة الوطنية "صفر موعد" للعمليات الجراحية بالمستشفيات العمومية، و التي مكنت من إجراء 795 فحص العيون، 286 عملية جراية لإزالة الجلالة أو المياه البيضاء، 458 فحص قصد تصحيح البصر، تسليم 161 نظارة طبية لأطفال متمدرسين ،إجراء 7 عمليات معقدة لتصحيح الحول، إجراء 40 عملية جراحية باطنية ، و450 فحص سكري أسفرت عن اكتشاف 51 مصاب بهذا الداء. امتناع الأطباء المحليين عن تتبع الوضع الصحي للمستفيدين من القافلة يناقض ما أظهروه من "تفان" في القيام بالواجب اتجاه المستفيدين من قافلة طبية مماثلة كانت قد حلت قبلها بأيام بالمركز الاستشفائي الإقليمي.. لكن و لأنه إذا ظهر السبب بطُل العجب، فإن ما يفسر السلوك المتناقض للأطباء هو أن القافلة التي تعرضت "للصابوطاج" تم تنظيمها من طرف جمعية محلية، في حين أن القافلة التي نظمتها وزارة الصحة بشراكة مع مؤسسة الشيخ زايد و عمالة الإقليم، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أطباء خنيفرة "يخافوا ما يحشموا...".