"هذي حرب ماشي مسيرة" هكذا علق أحد المشاركين في مسيرة دعم معتقلي الريف أمس الأحد 21 أبريل 2019 بالرباط . هذا التعليق، كان تحديدا على الاختلاف الحاد، الذي ميز المشاركين في المسيرة ، التي دعت إليها هيئات مختلفة وحملت شعار"باراكا من الظلم، الحرية للوطن"، وقسمهم إلى مجموعات ثلاث كل واحدة على حدة تهتف بشعاراتها وترفع لافتاتها. انقسام المسيرة إلى مجموعات ثلاث ( مجموعة ضمت اليسار وأخرى عائلات معتقلي حراك الريف وثالثة أتباع جماعة العدل والإحسان) ، تسبب فيه والد المعتقل على ذمة ملف حراك الريف، ناصر الزفزافي، أحمد الزفزافي، الذي تشبث ليس فقط بأن يتصدر أفراد عائلات معتقلي حراك الريف المسيرة، بل أن تتمحور التظاهرة الاحتجاجية حول شخص ابنه من خلال ترديد شعارات تمجده وكذلك ترديد شعارات حصرية على منطقة الريف. وقد رفضت العائلات بداية أن يشاركها الصف الأول من ليس ريفيا أو من ذوي المعتقلين ورفضت رفع صور ولافتات الصحافي المعتقل حميد المهداوي وكذلك المدير الناشر ليومية "أخبار اليوم"، المعتقل على ذمة ملف أخلاقي جنائي، توفيق بوعشرين. وقد نجح أحمد الزفزافي من خلال تصلبه، ومنذ انطلاق المسيرة من باب الاحد على العاشرة والنصف صباحا تقريبا على عرقلتها. كما نجح في وقف مسارها لأزيد من ربع ساعة بشارع محمد الخامس وهو يعبر عن غضبه من رفض المشاركين السير على هواه. فشعار مثل "الشعب يريد سراح المعتقل" لم يكن ليرضي كبرياء أحمد الزفزافي، الذي كان يريد توجيه الشعارات لتركز على ابنه وحده . أيضا، الشعارات المنددة بفساد الدولة لم تعد تهمه إلا إذا كان هذا الفساد يُقرن بالريف وحده دون باقي التراب المغربي. انتقائية كبيرة في الشعارات وتوجيه للمسيرة، هذا ما رفضته غالبية المشاركين في المسيرة، ومن ضمنهم أفراد عائلات معتقلي حراك الريف، علما أن البعض منهم يرفض أن يكون أحمد الزفزافي ناطقا باسمهم كما يحلو له أن يُقدم نفسه . ومع ذلك، فقد سعى المشرفون على تنظيم المسيرة إلى ترضية أحمد الزفزافي وتطييب خاطره كي لا تُنسف المسيرة. وفيما رفعت عائلات معتقلي الريف شعارات تندد ب"عسكرةالريف"وتمجد عبد الكريم الخطابي كبطل رمزي وأخرى تجعل من منطقة الريف منطقة معزولة عن باقي التراب المغربي، فقد رفع باقي المشاركون شعارات منددة بالفساد ومطالبة بإطلاق سراح المعتقل وكذلك بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.